القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب - خففت اسرائيل أمس من موقفها المتشدد من الانسحاب من الضفة الغربية، وأبلغت واشنطن استعدادها عرض مناطق متجاورة على الفلسطينيين بدلاً من "مساحات اكبر لكنها منفصلة" ومن جهة اخرى، اقترحت اسرائيل انشاء طريق معلق بين الضفة وقطاع غزة يمتد فوق مساحة شاسعة من الاراضي بهدف تلبية الالتزام الاسرائيلي منح الفلسطينيين ممراً آمناً يربط المنطقتين. لكن السلطة الفلسطينية رفضت فوراً هذا الاقتراح واقتراحاً آخر بحفر نفق، ووصفتهما بالسخف. وقالت ان هذه حيلة اخرى من الحكومة الاسرائيلية تهدف الى وضع عقبات امام التوصل الى اتفاق. ويجيء هذا التحول في الموقف الاسرائيلي قبل يوم من وصول المنسق الاميركي لعملية السلام السفير دينيس روس الى اسرائيل ومناطق الحكم الذاتي الفلسطيني "لاضفاء اللمسات الاخيرة" على المبادرة الاميركية لدفع عملية السلام. وقال مسؤول اسرائيلي لوكالة "رويترز": "يدور الحديث عن ان اسرائيل ستعرض على الفلسطينيين مساحات متجاورة عوضاً من تسليم مزيد من الاراضي لأنها ترى في هذا خطراً على أمنها". وأضاف: "نشعر ان الفلسطينيين يفضلون التجاور على أي شيء آخر". في هذا السياق، كتبت، صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان نتانياهو عرض على الرئيس بيل كلينتون حلاً وسطاً تقترب فيه اسرائيل من حجم الانسحاب الذي تقترحه الولاياتالمتحدة وتعرض فيه على الفلسطينيين مناطق متجاورة. وأضافت ان نتانياهو عرض خطياً انسحاباً اصغر مما اقترحته واشنطن لكنه يتخلى عن اراضٍ أكثر مما عرضت إسرائيل في الماضي. وقالت الصحيفة ان مسؤولين كباراً في واشنطن احجموا عن التعليق على العرض الاسرائيلي الذي نقل عبر اتصالين هاتفيين ورسالة من نتانياهو الى كلينتون. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي ان جزءاً من مهمة روس خلال زيارته المنطقة يتمثل في تقويم "مدى واقعية هذا العرض". وأشار مساعدون كبار لنتانياهو الى ان اسرائيل قد تبدي مرونة في شأن نسبة المساحة الجديدة التي ستكون مستعدة للانسحاب منها من الضفة بعدما كانت تصر على الا تتجاوز تسعة في المئة. وسئل ديفيد بار ايلان المستشار الاعلامي لنتانياهو عما اذا كانت نسبة التسعة في المئة هي اقصى ما يمكن ان تنسحب منه اسرائيل، فقال: "لا أريد ان اقول ان هذا أمر لا سبيل للمرونة فيه، لكن ليس هناك عرض اسرائيل في شأن نسبة أكبر". وامتنع ايضاً داني نافيه الامين العام لمجلس الوزراء الاسرائيلي، عن تأكيد ان التسعة في المئة تمثل الحد الاقصى. وقال لاذاعة الجيش: "يمكنني ان أقول بوضوح شديد انه لا يوجد قرار في شأن حجم انسحاب من هذا النوع" مضيفاً ان هناك "حساسية بالغة في ما يتعلق بأي نسبة اضافية". وهدد نواب يمينيون متطرفون أمس إسقاط الحكومة بعد هذه الأنباء، وأكد هؤلاء انهم يعتبرون ان التسعة في المئة من مساحة الضفة الغربية التي اقترح نتانياهو الانسحاب المشروط منها كبيرة جداً. ويخشى اليمين المتطرف ان يكون نتانياهو طليق اليدين ليقرر مدى اعادة الانتشار خلال الاسابيع الستة من العطلة البرلمانية التي تبدأ اليوم. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان نتانياهو قد يعطي ضمانات لليمين المتطرف عبر اعادة اطلاق اعمال البناء في مستوطنة "هار حوما" على جبل أبو غنيم في القدسالشرقية، التي توقفت منذ ثلاثة أشهر لأسباب "تقنية" كما ذكر رسمياً. الطريق المعلق الى ذلك، اقترحت اسرائيل انشاء طريق معلق بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال بار ايلان رداً على سؤال في شأن هذا الاقتراح: "هذا واحد من الاقتراحات ... وهو أسهل من حفر نفق". وأشار الى ان المخاوف الأمنية تعني انه ليس في مقدور اسرائيل ان تخصص بعضاً من طرقها كممرات آمنة للفلسطينيين الذين يتنقلون بين غزة والمناطق الخاضعة للحكم الذاتي في الضفة الغربية. ووصف اللواء عبدالرزاق اليحيى كبير المفاوضين الفلسطينيين في القضايا الامنية فكرة الطريق المعلق بأنها "سخيفة وغير عملية وغير منطقية". وأضاف انه لم يتم التوصل الى اتفاق في شأن الممر الآمن وانه ما دامت اسرائيل تضع العقبات فلن يوافق الجانب الفلسطيني على ذلك. وقال بار ايلان انه لا يعلم ما اذا حسبت تكلفة هذا المشروع على افتراض ان الاموال اللازمة له ستأتي من جهات مانحة دولية.