السيد المحرر، ما أورده الكاتب جمال خاشقجي في مقاله عن تفجيرات نيروبي ودار السلام في العدد 12946 حول ارتباط حوادث الخطف والاغتيال والتفجير التي جرت في ايطاليا في السبعينات بالاستخبارات الأميركية وما لوحظ من طغيان مشاهد الكلاب الإسرائيلية في نشرات الأخبار المتلفزة ضمن فريق التحقيق الإسرائيلي الذي كان أول من وصل كأنهم أصحاب قضية كما ورد في المقال بأعداده وعُدده يثير أكثر من تساؤل مشروع. "الموساد" ليس بحاجة لشهادة في تفوقه على جميع أجهزة المخابرات في العالم أجمع، بدوله المتحضرة والمتأخرة، في عمليات الخطف والاغتيال والنسف، فعمان وبيروت وتونس وجنيف والأرجنتين وروما بعض من رأس جبل الجليد... والحكومة الإسرائيلية الليكودية تعاني من حصار سياسي وموقف متردي داخلياً وعالمياً حتى ضمن أكثر الدوائر السياسية الغربية المنتمين لها قبل بلدانها لن تتورع عن ايجاد مخرج لها بتركيز دائرة الضوء على أمور أقرب إلى فهم واهتمام رجل الشارع الأميركي. ولا يستبعد ان ينطبق المثل المصري الشائع "يقتل القتيل ويمشي بجنازته" على تحمس إسرائيل اللامسبوق في ارسال فريق تحقيق بالكم والنوعية، وما لقيه من إطراء من محطات اخبارية تلفزيونية ركزت على أخبار الكلاب الإسرائيلية أكثر من تركيزها على السفيرة الأميركية. كما لا يستبعد ان يكون الهدف إلغاء وإخفاء أدلة جنائية قد تفضح تورط إسرائيل نفسها بالعملية. احتقان مشاعر الغضب في العالمين العربي والإسلامي على الموقف الأميركي الضاري والتعصب والانحياز في ضعفه أمام الارهاب الإسرائيلي، مقابل مقاطعتها وحصارها لثماني دول إسلامية من دون ذرة اعتبار لما تكابده شعوبها من نتائج بالغة الأضرارلا يبرر الرد بتفجيرات يذهب ضحيتها الابرياء. فإن أراد المسلمون رد الكرامة والاعتبار، فأمامهم دروس من التاريخ القريب المشرق الذي حقق المجد والانتصار مثل غاندي ومانديلا، فالأول انتصر بحكمه ودهاء بمقاطعة البضائع والإضرار بالاقتصاد الذي هو اللغة الوحيدة التي يفهمها الغرب، والثاني رفض بكبرياء كل الضغوط الأميركية