أقرت الحكومة الاسرائيلية بناء وحدات سكنية استيطانية ثابتة في حي تل الرميدة في قلب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية بدل البيوت المتنقلة التي يسكنها المستوطنون، فيما تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتعزيز جميع البؤر الاستيطانية في المدينة وتطويرها والعمل على منع الهجمات الفلسطينية على المستوطنين. وسارعت السلطة الفلسطينية الى إدانة قرار الحكومة الاسرائيلية وطالبتها بوقف نشاطاتها الاستيطانية. وطالب نبيل أبوتردينة المستشار الاعلامي للرئيس ياسر عرفات "بضرورة البدء في الفصل السياسي تمهيداً لتصحيح الأمور وانقاذ عملية السلام"، وذلك في اشارة الى الاجراء الاسرائيلي الأخير بتعزيز الحواجز الاسرائيلية على طول الخط الفاصل بين اسرائيل والضفة. وقال نتانياهو خلال الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء الاسرائيلي امس ان حكومته "ستتخذ الاجراءات القانونية" لإنشاء مبان ثابتة في البؤرة الاستيطانية في حي تل الرميدة، مؤكداً ان "سياسة الحكومة تقضي بتعزيز الاحياء اليهودية في الخليل وتطويرها، بما في ذلك حي تل الرميدة". وكشف نتانياهو احباط الاجهزة الأمنية الاسرائيلية عمليات عسكرية عدة خططت منظمات فلسطينية لتنفيذها خلال الأيام القليلة الماضية. وقال انه بفضل النشاطات العسكرية التي تقوم بها اجهزة الاستخبارات تم منع تنفيذ عدد من العمليات. وجاء اعلان نتانياهو في ظل تصاعد التوتر داخل الدولة العبرية تحسباً لهجمات انتقامية من مجموعات اسلامية رداً على القصف الاميركي للسودان وافغانستان والذي أيدته اسرائيل بقوة. وشهدت المدن الرئيسية داخل الدولة العبرية وعلى طول الحدود مع الضفة الفلسطينية استنفاراً لقوات الأمن الاسرائيلية التي دفعت بتعزيزات اضافية من جنودها الى مدينة الخليل ايضاً. وخُصص اجتماع الحكومة الاسرائيلية في معظمه لحادث مقتل المستوطن شلومو رعنان في حي تل الرميدة في الخليل مساء الخميس الماضي "على يد مواطن فلسطيني" حسب تقارير الشرطة الاسرائيلية، التي ما تزال تبحث عن المشتبه فيه في ظل نظام منع التجول الذي فرض على الجزء الذي تسيطر عليه اسرائيل من مدينة الخليل. وأشارت تقارير الاستخبارات والشرطة الاسرائيلية التي قدمت في اجتماع الحكومة الى ان قتل المستوطن خطط له بشكل متقن، وان الجهة التي تقف وراءه جمعت معلومات دقيقة عن المكان الذي نفذ فيه، مشيرة الى قلقها من نجاح الفلسطيني الذي لم تعرف هويته، في دخول أحد البيوت المتنقلة الستة التي يقطنها المستوطنون منذ نحو أربعة عشر عاماً أمام أنظار نقطة المراقبة العسكرية التي تقوم بحماية المستوطنين في هذه المنطقة. وأعربت مصادر أمنية اسرائيلية عن مخاوف من نشوء خلية عسكرية فلسطينية جديدة تنتقي أهدافها بدقة وتنفذ مهامها بنجاح. وانبرى أعضاء الحكومة الاسرائيلية في جلستهم لإطلاق اقتراحاتهم للرد على مقتل المستوطن. وفيما طالب بعضهم بوقف المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية بعد تحميلها مسؤولية الحادث، علت أصوات آخرين منادية بتوسيع البؤرة الاستيطانية اليهودية على حساب الأراضي الفلسطينية المحيطة بها. وطالب وزير البنية التحتية الاسرائيلي اريل شارون بتوسيع البؤرة الاستيطانية وبحماية أفضل للمستوطنين، فيما طالب وزير الزراعة رفائيل ايتان بانشاء "هيئة للدفاع عن المستوطنين" تقوم بتدريب اليهود ممن هم في سن الخامسة عشرة على اطلاق النار للدفاع عن أنفسهم