واشنطن، طوكيو، بون، دبي، عمان - أ ف ب، رويترز - شهدت الولايات الاميركية حال استنفار امني خشية حصول اعمال انتقامية، خصوصاً ضد المرافق الحيوية بعد الضربات الصاروخية الاميركية الخميس على مواقع في افغانستان والسودان. وزادت إجراءات الحماية الامنية ايضاً في المصالح الاميركية في دول أجنبية عدة. وتحركت قوات الأمن في انحاء الولاياتالمتحدة اول من امس لرفع حال التأهب لتجنب أي هجمات تتعلق بالضربات الاميركية في السودان وافغانستان. وبعث مكتب التحقيقات الفيديرالي بمذكرة الى قوات الشرطة الفيديرالية والمحلية في انحاء البلاد، بعد الهجمات بصواريخ "كروز" الخميس الماضي، يحذرها فيها من ان الهجمات الاميركية يمكن ان "تزيد المخاطر ضد المصالح الاميركية". واستعانت المطارات بالكلاب المدربة للتعرف على القنابل وزادت الشرطة من دورياتها في المواقع الاستراتيجية بسبب القلق الطبيعي من العداء الذي يتأجج بين خصوم الولاياتالمتحدة مع كل عمل عسكري جديد في الخارج. وقال الناطق باسم مكتب التحقيقات الفيديرالي فرانك سكافيدي: "ليس لدينا أي معلومات محددة عن وجود مخاطر ضد أي هدف محلي. لكن كاجراء وقائي بعثنا بمذكرة الي جميع فروع اجهزة الشرطة". وأضاف: "وقعت هذه الهجمات ولذلك فان الحرص يملي توخي مزيد من الحذر". وقال المسؤول في ادارة الشرطة التي تتولي حراسة المعالم الرئيسية في واشنطن بما فيها البيت الابيض، الميجور اد وينكل: "كل ما يمكنني قوله اننا كثفنا دوريات الحراسة عند المعالم الرئيسية ... ووضعنا مزيدا من وحدات الحراسة في الشوارع". وقال شهود ان الشرطة العسكرية المدججة بالسلاح تحرس ساحات انتظار السيارات خارج مجمع وزارة الدفاع الاميركية وان الاجراءات الامنية كانت فوق المعتاد خارج وزارة الخارجية. وفي مدينة نيويورك حيث فجر متشددون اسلاميون مركز التجارة العالمي عام 1993 قال مسؤولون ان الاماكن الحساسة، مثل السفارات والمباني الحكومية والاماكن الدينية، تخضع لحراسة مشددة. وخارج الولاياتالمتحدة، ذكرت مصادر رسمية وصحافية في طوكيو امس ان القواعد العسكرية الاميركية في اليابان الغت مناسبات عدة كانت مقررة خلال عطلة نهاية الاسبوع كما عززت التدابير الامنية غداة الضربات الاميركية الخميس على السودان وافغانستان. وضاعفت السلطات اليابانية ايضا عدد عناصر الشرطة المكلفة حراسة السفارة الاميركية في طوكيو التي كانت منافذها تخضع لمراقبة شديدة امس. واوضحت "وكالة الانباء اليابانية" كيودو ان هذه التدابير ترمي الى حماية المنشآت والرعايا الاميركيين من اي هجمات ارهابية محتملة قد تشنها جماعات اسلامية متطرفة بعد الضربات الاميركية. الى ذلك، قال ديبلوماسيون امس ان السفارة الاميركية في السعودية شددت اجراءات امنها الصارمة اصلا وحذرت الاميركيين من احتمالات حصول هجمات بعد الضربات الصاروخية الاميركية. وقال ديبلوماسي يعمل قرب السفارة: "جميع الطرق المؤدية الى السفارة الاميركية اغلقت الان، ويُسمح بالمرور فقط للسيارات الديبلوماسية ... اجراءات الامن شددت في شكل ملحوظ". وفي بون، اعلن ناطق باسم وزارة الدفاع الالمانية ان الجيش الالماني الغى موقتا رحلاته الانسانية الى السودان وان قراراً جديداً سيتخذ في شأن نقل المساعدات الانسانية الالمانية متى توافرت شروط سلامة الطائرات والجنود الالمان في السودان. واعلن وزير الدفاع الالماني فولكر روهي في مؤتمر صحافي عقده في هامبورغ شمال عقب اجتماع انتخابي ان الجنود الالمان التسعة الموجودين حالياً في السودان حيث ينفذون مهمات انسانية سيغادرون الى بلادهم في أقرب وقت. وفي عمان، أفاد مصدر رسمي ان السفارة الاميركية تلقت امس انذارا كاذباً بوجود قنبلة في مقرها، في ثاني تحذير من نوعه تتلقاه السفارة خلال اربعة أيام. واوضح المصدر نفسه ان الشرطة الاردنية تدخلت بعد اتصال هاتفي من مجهول عن وجود قنبلة، وفتشت مقر السفارة لكنها لم تعثر على أي قنبلة. وكانت السفارة تلقت انذارا مشابها الثلثاء الماضي أكد فيه مجهول ان قنبلة ستنفجر بعد اربعين دقيقة. وفتشت الشرطة الاردنية مبنى السفارة بدقة آنذاك لكنها لم تعثر على اي قنبلة. وكانت اجراءات الامن حول السفارة الواقعة في حي سكني راق في غرب العاصمة الاردنية عززت على اثر التفجيرين اللذين استهدفا سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في السابع من الشهر الجاري.