فيلم "تايتانيك" يحقق الأرقام القياسية في المداخيل وفي عدد روّاد صالات السينما في العالم. وفي ألمانيا تجاوز عدد مشاهدي الفيلم عشرة ملايين ونصف المليون حتى الآن. غير ان الأثر النفسي الذي أحدثه الفيلم والاهتمام الذي يفوق التصور بالمأساة الانسانية في عباب المحيط الأطلسي، دفع بأحد الفنادق الفخمة في مدينة لايبزغ الى تحويل الكارثة الى سهرة عنوانها "عشاء الكابتن على ظهر تايتانيك". وادارة فندق "كامبيسكي" في لايبزغ أحيت سهرة في صالتها الكبرى حاولت خلالها اضفاء أجواء صالة العشاء الفاخرة في باخرة تايتانيك قبل غرقها فاستحضرت الأجواء والأحداث. وقبل بدء العشاء كان على المشاركين في السهرة حضور الفيلم في احدى صالات السينما في المدينة والعودة الى الفندق الذي كان يستعد لتقديم مأدبة العشاء كما حدث في الليلة الأخيرة من يوم 14 نيسان ابريل 1912 التي شهدت ارتطام السفينة بجبل الجليد وغرقها بعد ساعتين مع ركابها الپ1500 الذين ماتوا في جليد شمال الأطلسي. بدأت الحفلة تحت قبة الزجاج العالية في الفندق، ثم تحرك الخدم لتقديم المأكولات التي قدمت للمسافرين على تايتانيك في الدرجة الأولى. العشاء على تايتانيك شمل 11 نوعاً مختلفاً من المأكولات والفندق الألماني اكتفى بتقديم ستة أنواع منها. ثم دعا المسافرين وهم بثيابهم الفاخرة الى "قاعة التدخين" التي كانت موجودة أيضاً في الباخرة فيما النساء الى طاولة العشاء لاحتساء القهوة والشراب الحلو الخفيف. في الثانية عشرة الا عشرين دقيقة قام المشاركون في السهرة الألمانية بتمثيل اصطدام تايتانيك بجبل الجليد وغرق السفينة عبر قرقعة أكواب الكوكتيل وتحطىمها بأيديهم. وبلغت كلفة "السهرة التايتانيكية"، التي لبى دعوتها عدد كبير من سكان لايبزغ ومن خارجها، 75 ماركاً للشخص. من جهة اخرى أعلن المخرج الألماني فولفغانغ بيترسون المشهور بفيلم "المركب" انه شاهد فيلم "تايتانيك" ثلاث مرات حتى اليوم وانه مغرم به خصوصاً انه ولد في هامبورغ وترعرع في السفن وعاش مع البحر. وأضاف انه لم يشاهد حتى الآن مؤثرات سينمائية خاصة كالتي تضمنها تايتانيك خصوصاً المؤثرات التي استخدمت في مشهد انشطار السفينة الى قسمين. اما المخرج فولكر شلوندورف الذي يعرض فيلمه "بالميتو" في الولاياتالمتحدة حالياً وحائز الأوسكار عن فيلمه الألماني "قارع الطبل"، أعرب عن خوفه من الآثار الذي يمكن ان يتركها فيلم ضخم وعالي الكلفة مثل "تايتانيك" والمرشح للحصول على 14 جائزة أوسكار. وعلى صعيد آخر تستعد دار سوذبيز في لندن لعرض مجموعة نادرة من تذكارات تايتانيك في مزاد لها في الأول من نيسان ابريل المقبل في العاصمة البريطانية ومنها بطاقة بريدية عليها صورة تايتانيك الأصلية وكلمات من والد غرق مع السفينة الى ابنه اضافة الى صور الناجين المعلقين بحبال الهواء وقوارب الانقاذ في تايتانيك وهي تستحضر المأساة التاريخية بعد 86 عاماً على حدوثها