سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيان القاهرة خلا من أي إشارة للسودان او انتقادات لأميركا ... والبشير اجرى اتصالاً مع مبارك . مصر تجدد دعوتها الى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الارهاب ومصادرها تتوقع هجمات اخرى في باكستان وافغانستان
طالبت مصر مجلس الامن الدولي باتخاذ القرارات المناسبة التي تتفق وميثاق الاممالمتحدة لمقاومة الارهاب والقضاء عليه ومحاسبة المتورطين فيه والمشاركين في ارتكابه وتحديد مسؤولية الدول التي تقدم المساعدة للعناصر والانشطة الارهابية وتؤوي الافراد والمنظمات المتورطة في الارهاب وتتيح لها استخدام التسهيلات التي تمكنها من ممارسة انشطتها. ولوحظ ان البيان الرسمي المصري الذي بثته "وكالة انباء الشرق الاوسط" المصرية بعد ظهر امس جاء خالياً من اي اشارة للغارة الاميركية على السودان ولم يتضمن اي انتقادات للولايات المتحدة، واكتفى بالدعوة الى عقد قمة دولية برعاية الاممالمتحدة لتقنين التعامل الدولي في مواجهة الارهاب. وعبر البيان عن اهتمام مصر بالأحداث الارهابية التي وقعت في الآونة الاخيرة والمضاعفات التي نجمت عنها والخسائر الفادحة التي سببتها في الارواح والممتكات، مشيراً الى ان القاهرة نبهت المجتمع الدولي منذ سنوات للمخاطر الجسيمة التي يتعرض لها نتيجة حدوث عمليات ارهابية تعد من أخطر صور الجريمة المنظمة. كما دعا البيان الى وضع الضوابط اللازمة لمواجهة الارهاب وردع الحكومات والجماعات والافراد الذين يثبت ضلوعهم في ارتكاب اعمال ارهابية او الاشتراك في الإعداد لها والتحريض عليها وتنفيذها. وتلقى الرئيس حسني مبارك أمس اتصالاً هاتفياً من القيادة السودانية حول العدوان الاميركي على منشآت مدنية في الخرطوم. وأجرى اتصالات هاتفية مع زعماء عرب لدرس الوضع، كما رأس اجتماع مجلسٍ وزاري مصغر، فيما دانت الجامعة العربية "العدوان الاميركي" على السودان. وصرح وزير الإعلام صفوت الشريف - عقب الاجتماع الذي عقد بقصر رأس التين في الاسكندرية - وضم كلاً من رئيس الحكومة كمال الجنزوري ووزراء الدفاع المشير حسين طنطاوي والخارجية عمرو موسى والداخلية حبيب العادلي ورئيس الديوان الجمهوري زكريا عزمي والمستشار السياسي للرئيس أسامة الباز - بأن الرئيس مبارك "استمع خلال الاجتماع - الذي استغرق 90 دقيقة - الى عدد من التقارير تابع من خلالها الضربة الجوية التي وجهتها الولاياتالمتحدة مساء أول من أمس ضد السودان وافغانستان، كما استمع الى شرح حول عدد من القضايا السياسية والامنية على الصعيدين الخارجي والداخلي". وقالت مصادر سياسية مصرية ل "الحياة": "في تقرير مبدئي فإن الضربة العسكرية الاميركية ضد السودان وافغانستان قد يكون لها ما يبررها في القانون الدولي لأن اميركا تعرضت للارهاب، وإذا ثبت أنها وجهت ضربات جوية الى مواقع لا تبسط الدولة السودان أو افغانستان سيادتها عليها". وعزت المصادر ضرب السودان إلى "اعترافات أحد المتهمين في حادثتي تفجير السفارتين الاميركيتين في كل من دار السلام ونيروبي - بحصولهم على المواد التي استخدموها في التفجير من المصنع الادوية الذي تم ضربه". واكدت "عدم علمنا بتوجه ضربة .. ذلك رفع عنا الحرج"، مشيراً الى اتصالات سياسية تجريها مصر حالياً مع مختلف الأطراف. وفيما جددت المصادر "إدانة الإرهاب بكل أشكاله"، توقعت "توجيه ضربة جوية أميركية أخرى إلى مناطق في باكستان وأفغانستان"، و"سعي اسرائيل الى استخدام هذه التطورات للزج باسمي حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين في الموضوع". وعقب الاجتماع الوزاري المصغر برئاسة مبارك عقد وزير الخارجية عمرو موسى اجتماعاً ضم عدداً من المستشارين والمسؤولين المعنيين بملف العلاقات المصرية-السودانية لدرس الموقف. وعلى صعيد الجامعة العربية، أجرى الأمين العام الدكتور عصمت عبدالمجيد مشاورات مع القيادة السياسية المصرية، كما أجرى اتصالات مع عدد من وزراء الخارجية العرب. وأطلع الدكتور احمد عبدالحليم سفير السودان في القاهرة مندوب بلاده الدائم لدى الجامعة - الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة - عبدالمجيد على تفاصيل العدوان والأضرار الناجمة عنه. وتباينت ردود افعال قادة الاحزاب المصرية تجاه قيام الولاياتالمتحدة بتوجيه ضربات ضد افغانستان والسودان إذ اعتبر رئيس حزب العمل المهندس ابراهيم شكري "ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون أراد التغطية على فضيحته مع مونيكا لوينسكي التي يتحدث عنها العالم كله وانه يحاول تحويل الانظار عن الفضيحة التي تهدد مستقبله السياسي". وقال شكري ل "الحياة": هذا الهجوم الهمجي تسبب في قتل الابرياء من دون ذنب وهو اسلوب مرفوض. لأن دول العالم كلها استنكرت انفجاري السفارتين وقتل الابرياء. وكان على الولاياتالمتحدة الاميركية ان تلجأ الى الاسلوب الشرعي عن طريق مجلس الامن لضبط مرتكبي الانفجارين بدلا من الهجوم على الابرياء". واكد السيد ياسين سراج الدين نائب رئيس حزب "الوفد" ان اسلوب العدوان مرفوض من اي دولة لأنه خروج عن الشرعية. وقال "لا بد ان تلتزم جميع دول العالم، خصوصاً الدول الكبرى مثل الولاياتالمتحدة بالشرعية الدولية". لكن سراج الدين شدد على ضرورة تكاتف دول العالم من اجل التصدي للارهاب عن طريق تبادل المعلومات عنهم والقبض عليهم و"عدم اعطاء الارهابيين الفرصة لتنفيذ عمليات العنف التي تحصد ارواح الابرياء". وفي المقابل وصف السيد ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري الهجوم الاميركي بأنه "خروج عن التقاليد والاعراف الدولية". في حين اعتبر السيد رجب هلال حميدة نائب رئيس حزب الاحرار ان الولاياتالمتحدة "تواجه الارهاب بالارهاب" وقال: "المؤكد ان اميركا كانت تعرف مواقع الارهاب في العالم ومصادر تمويله لكنها سكتت طويلاً عليه ولم تفكر في مواجهته، ولم تتحرك الا عندما تعرضت مصالحها للعمليات الارهابية ولذلك فإن الخطأ كل الخطأ ان تتخذ اميركا من نفسها شرطياً للعالم وتقتل الابرياء والمدنيين". واضاف "حميدة" على الدول الكبرى الولاياتالمتحدة وبريطانيا وجميع دول اوروبا ان تتوقف عن إعطاء حق اللجوء السياسي للعناصر الارهابية لان هذه العناصر توجه سهامها في النهاية الى هذه الدول ولا بد ان يقف العالم كله ضد الارهاب الدولي "خصوصاً اسرائيل التي تنفذ أبشع انواع الارهاب". وتساءل: "اذا كانت اميركا تدعي ان ضربتها للسودان كانت من اجل ضرب مصنع للكيماويات، فلماذا لا توجه ضرباتها لاسرائيل التي تمتلك ابشع انواع الاسلحة فتكاً دون ان تتحرك". وقال السيد محمد عبدالعال رئيس حزب العدالة الاجتماعية المجمد بقرار من لجنة شؤون الاحزاب إن اميركا لا بد ان تتوقف عن قتل الابرياء وان تتخذ الاسلوب المتحضر وسيلة للقضاء على الارهاب عن طريق استخدام الوسائل الشرعية لمطاردة هذه العناصر الارهابية وضبطها اولا بأول وعدم اعطاء حق اللجوء السياسي لمثل هذه العناصر الارهابية لأنها تنفذ ارهابها في النهاية ضد الابرياء ايضاً