أميرة الشعب ديانا خلفت وراءها شعباً ينظر الى نفسه من كل الجهات، وتركت خلافات قد لا تنتهي ابداً. لو ظلّت على قيد الحياة لما أثارت ضمير الناس بهذه الطريقة، ولما أيقظت ارواحاً وشحذت خيالاً . البعض يقول انها مجرد بداية فقط. لا داعي للاحصاء او الانتظار، فكل فريق في المجتمع يسلّط عليها حالات واهدافاً وآمالاً. انها تمثّل اليوم بعداً جديداً في تفكير أمة بعدما حرّكت المشاعر على مستوى لم يُعرف من قبل، يوم ماتت تلك الميتة في باريس، وفي تلك الليلة الشقية الشهيرة ب 31 آب اغسطس الماضي. نسي الناس همومهم وحملوا الزهور الى باب قصرها، أميرة ويلز وكتبوا أشعاراً ورسائل اليها كأنهم على موعد معها في العالم الآخر: "كم كنتِ جميلة، كم كنتِ حنونة ومهتمة بالضعفاء… اننا نحبّك بكل تناقضاتك الانسانية…". واحدة من ملايين البطاقات التي عُلّقت على حاجز القصر وعلى الاشجار في حديقة كينزنغتون، وسيظهر بعضها في كتاب "زهور في الحديقة" يصدر الاسبوع المقبل. هناك ستة كتب ظهرت عنها حتى الآن في مناسبة ذكرى وفاتها. اما المنتقدون فيرصدون ايضاً الظاهرة، وقد وصفوها من قبل بالهستيريا، ولا يزالون. اكثر من هذا، تمثّل ديانا عند جيل اسلوباً في التحول الى افضل. أيقظت في الناس حب التجدد والانطلاق، مهما كانت الصعوبات. فماذا تستطيع كتب من هذا النوع ان تفعله اكثر من ان تكون محاولة ذهنية لتصوير حلم تبدد سريعاً. كتاب "بورتريه أميرة" يركز على تلك الصور التي صنعت شهرتها في العالم: من فتاة خجول الى أم وامرأة تتبنى قضايا. كتاب "ديانا: حياتها في الموضة" يصور وعيها بالاسلوب كلغة فتاكة. ريتشارد كي، الصحافي الذي كان على اتصال بها، حاول في كتابه "ديانا: القصة التي لم تُروَ" ان يجمع خيوط الظروف المعقدة التي عاشتها في القصر الملكي وكيف استطاعت ان تنطلق من "السجن" لتحقق فرديتها. الكاتبة جولي بيرشل تنهج الطريقة نفسها في محاولة الوصول الى اعماق الظاهرة التي انتهت بالاعتراف بالذنب والغفران والعمل على محو البؤس من العالم. ديانا صارت عند الناس العاديين رمزاً للتحول، إذ انتفضت على ضعفها وتجاوزت همومها الخاصة، ومدّت يداً وابتسامة الى كل طفل محتاج في العالم: كتاب "الى ديانا" الذي صدر هذا الاسبوع يركز على البطاقات التي علّقها الاطفال على اشجار حديقة كينزنغتون. إحداها تقول: "الوداع ايتها الأميرة ديانا… حباً… مجرد رقم عمره 5 سنوات"