واشنطن - رويترز - قال باحثون ان مادة جينية انتقلت الى الحيوان ربما من ميكروب قد تفسر جهاز المناعة المعقد لدى الانسان. واضافوا انهم وجدوا أدلة قوية على كيفية وصول هذا "الجين المنقول" لجسم الانسان فيما يفسر كيف يمكن لجهاز المناعة البشري محاربة مجموعة ضخمة من الفيروسات والبكتيريا والطفيليات. وكتب ديفيد شاتس وزملاؤه في جامعة يال في مجلة "نيتشر" يقولون انهم يعتقدون ان هذا الجين المعروف بقدرته على التحول ربما تصرف على غرار الفيروسات وتسلل الى المادة الوراثية لحيوان كان قد اصابه قبل 450 مليون عام. وقال شاتس في حديث تليفوني "اعتقد انه كان هناك ميكروب يحتوي على هذا الجين المتحول الذي قفز بدوره من جينات هذا الميكروب الى جينات اجدادنا". وأضاف "هذا يساعد في تفسير كيف ان الفقريات ذات الفك هي الكائنات الوحيدة التي لديها نظام مناعة ثاني مكتسب بالاضافة الى نظامها المناعي الاصلي الذي تتمتع به الكائنات الاخرى". وتابع "على سبيل المثال فإن جهاز المناعة الاصلي يضم خلايا الدم البيضاء التي تحيط بالمهاجم والخلايا القاتلة التي تقتله… في حين ان جهاز المناعة الثاني يرتب رداً خاصاً يختلف باختلاف المهاجم. وجهاز المناعة الاصلي يضع دفاعاً بدائياً في حالة الاصابة بالعدوي اذ يدمر اي خلية غريبة. ولكن يمكن لبعض الميكروبات او الفيروسات المهاجمة اختراق هذا الجهاز بقليل من التنكر. أما الخط الدفاعي الثاني فهو جهاز المناعة المكتسب الذي يولد المضادات وهي بروتينات على سطح المهاجم تعلمه باعتباره جسما غريبا لمساعدة الخلايا الليمفاوية على التعرف علىه. وتستخدم الخلايا الليمفاوية نظاما لمكافحة كل مهامجم بالاسلوب الذي يناسبه. فلكل خلية ذاكرة تعيد تشكيل سطحها ليقابل المهاجم ويمكنها "تذكّر" هذا الشكل للهجوم التالى. انها القدرة على "قص ولصق" المادة الوراثية وهي التي قفزت الى الحيوان من الميكروب القديم.