انتهى مونديال فرنسا 98 وذهب كل بما جمع، وطارت فرنسا بالكأس، وخرجوا من المولد بالحمص كله، وكانت القنوات الفضائية قد تسابقت للحصول على افضل تغطية وجذب اكبر عدد من الجماهير. والمرة الثانية في تاريخ كأس العالم التي تتاح الفرصة فيها للسعوديين لمعاينة اكثر من رأي فني حول المباريات بعد ان كانت الاولى في مونديال 94. لكن الجرعة زادت كثيراً هذه المرّة، بعد مساهمة العديد ان لم نقل كل القنوات الفضائية في التغطية، وتسابقت الى إستقطاب المدربين والنقاد العرب لتحليل المباريات للمشاهدين. وان كانت بعض القنوات سجلت نجاحاً ملحوظاً في ذلك المضمار، فإن البعض الاخر قد فشل فشلاً ذريعاً. وسجل بعض المعلقين نجاحاً ملحوظاً، كما نجح اتحاد اذاعات الدول العربية في استقطاب جملة من المعلقين الممتازين، في طليعتهم السوري ايمن جادة، والتونسي رضا العودي والاماراتي علي الكعبي، والمصري حمادة امام صاحب الاداء الطريف، في حين صاحب الفشل نبيل نقشبندي لحداثة تجربته، وعلي حميد لانفعاله غير المبرر. وبالنسبة لقناة اوربيت فأبقت على معلقيها: الحربان الذي يجيد التعليق على منافسات خليجية او عربية، لكنه لم يحرز ذلك النجاح الذي ينشده المتابعون له على الصعيد العالمي، وينطبق الامر نفسه على يوسف سيف وناصر الاحمد، لكن اوربيت غطت بعض فشل المعلقين بالتحليل الفني الممتاز الذي قاده الشتالي. ونجحت قناة ابو ظبي في استقطاب الانظار ببرنامجها سالو ساندوني الذي يبث لمدة تتعدى عشر ساعات يومياً، ونجح المقدم محمد نجيب في ادارة الحوار، في حين فشل طاهر ابو زيد وحسن شحاته لكثرة تعليقهما غير المجدي وتكرار الكلام نفسه. وشاركهم التيمومي لصعوبة كلامه وبالتالي صعوبة ذلك على المشاهدين، ولكن عدنان درجال نجح نجاحاً مميزاً في تجربته الاولى لصراحته وعدم مجاملته، الامر الذي كان ينقص الآخرين. وفي ام بي سي mbc نجح محمود الجوهري ومحمد حمادة في التحليل المنطقي، واخفق صالح الداود. ومن المعلقين كان الاخضر بالريش ممتاراً، وبدرجة اقل شوبير، لكن لا يمكن لعلي صفا ان يكون معلقاً. وأضفى مقدم البرنامج مصطفى اغا اسلوباً مميزاً على ادارة الحوار وكانت ابتسامته محل اعجاب المشاهدين، لكنه في الايام الاخيرة بدأ يتدخل في التحليل اكثر من التقديم واما قناة "أرت" art، فخبرة اشرف شاكر وخالد الغول في التعليق ومتابعة الدوري الاوروبي طوال العام ساعدتهما كثيراً في التعليق، ونجح الوحش في التحليل، لكنه كان يكثر من الكلام ويكرره. وفشل مدني الرحيمي ومعه النعيمة والشرقي. واعتمدت بعض المحطات الكويتية والبحرينية والمصرية على النجوم المحليين. ومحت قناة عمان النجاح الذي حققته قبل المونديال ببرنامج يعقوب السعدي المميز باعتمادها على المدرب امين دابو بمفرده، وظهر البرنامج أحادي النظرة. وان كان الجميع قد قضى معظم وقته متسمراً حول الشاشات الصغيرة، فإن الراديو كان الملجأ الوحيد لالتقاط الاخبار في كل وقت. وفي هذا المضمار، نجحت اذاعة mbc-fm بتقديم رسالتين يومياً كانت محل اعجاب الجميع ونجح مقدم البرنامج حيدر الوتار في اضفاء اسلوب ممتاز في طريقة التقديم والمعلومات التي يقدمها، والربط بين المراسلين. وسجل المراسلان سمير سكاف وظفر الله المؤذن مستوى ممتازاً بتغطيتهما المميزة، ونجح الشهري في متابعة الاخبار المتعلقة بالمنتخب السعودي لكن خبرته الدولية لم تسعفه في مقارعة زميلية سكاف والمؤذن، حتى ان البعض تمنى ان يشاهد فريق mbc- fm، على الشاشة الصغيرة.