توزعت المواقف اللبنانية امس بين عملية السلام في الشرق الاوسط وانتخابات رئاسة الجمهورية وسلسلة الرتب والرواتب والخلافات السياسية. وقال وزير الخارجية فارس بويز، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير في الديمان، ان "مرحلة من الصعوبة قد تفرض نفسها، مرحلة تشاؤم اقليمي ملأى بتحديات سياسية لا يمكن مواجهتها بوسائل مبسطة". وأشار الى "مرحلة اقتصادية قد تكون اصعب لسببين: توقف عملية السلام والمناخ التفاؤلي الذي وضع دولاً وشركات وأشخاصاً الى تفاعل اقتصادي ديناميكي في السنوات الاخيرة، ودين عام يواجه الدولة وسيواجهها في المرحلة المقبلة". ودعا الى "تحصين الجبهة الداخلية وايجاد افضل الوسائل للتعاطي مع هذه الظروف". وعما يطرح عن التمديد للرئيس الياس الهراوي لمواكبة الضغوط التي يفرضها تعثر السلام، قال ان "السنوات التي مرت اسهل من التي ستلي. والمطلوب ان نكون لها افضل وسائل المواجهة. ففي تاريخ لبنان كانت هناك حسابات دولية واقليمية لها دور في اختيار رئيس الجمهورية ولكن كانت هناك حسابات وطنية داخلية ايضاً لها وجودها وحجمها. وعلى الرئيس العتيد ان يكون قادراً على جمع اللبنانيين في مواجهة التحديات السياسية وايجاد الثقة عند الناس في مواجهة استحقاقات اقتصادية، وان يكون ممثلاً، ضمن التركيبة التي لا تزال قائمة في لبنان، لطائفته اضافة الى تمثيله الوطني، ما دام غيره يمثل طائفته. اما تجاهل هذه العناصر فلن يمكننا من الادعاء ان نضع الوسائل الكافية للتعاطي مع المرحلة المقبلة". وعن سلسلة الرتب والرواتب، قال "انها فقرة من ضمن اصلاح اداري شامل، والتعاطي معها في معزل عنه لا يؤدي الى النتيجة المتوخاة". ومن زوار صفير النائب قبلان عيسى الخوري الذي قال ان البطريركية المارونية تدعو الى "صون مضامين الدستور والتمسك بعمل المؤسسات الدستورية واجراء الانتخابات الرئاسية في صورة طبيعية". واعتبر النائب صلاح الحركة ان "تنفيذ بنود الورقة الاصلاحية الرئاسية التي تم التوافق عليها كفيل، ليس فقط بتمويل سلسلة الرتب والرواتب، بل بتحقيق الانماء المتوازن وتشجيع الاستثمارات الخاصة". وأوضح ان "الفارق بين ما طرحته الحكومة وما اقر في اجتماع اللجان المشتركة هو 70 بليون ليرة في السنة. والفصل في هذا الموضوع يعود الى الهيئة العامة للمجلس النيابي لدى انعقادها في دورة عادية او استثنائية"، معتبراً ان "الضجة التي اثيرت مفتعلة لتغطية اهداف اخرى وان المطلوب تنفيذ قرارات كبيرة في الاصلاح تواكب العهد الجديد". وتمنى مطران زحلة للروم الكاثوليك أندريه حداد ان "يحصل تغيير في العهد الجديد في العقلية وفي كل ما يخدم مصلحة لبنان". ورأى ان "اوضاع الحكم والادارة تسير من سيء الى اسوأ والمواطن اللبناني يتحمل الظلم والقهر كل يوم باسم الديموقراطية وباسم شعارات اخرى اصبحت فارغة من مضامينها وتهدر امواله العامة باسم الاعمار والانماء وتسلب ارضه ويقضي على مؤسساته باسم التحرير". وسأل في مؤتمر صحافي عقده امس في زحلة "هل نصل الى يوم يصبح اللبنانيون غرباء في وطنهم وعنه؟". ووصف اهالي جزين ب"المقهورين الذين يعانون الامرين في كل قطاعات حياتهم ويعيشون مع الموت اليومي على طرقهم وبين بيوتهم، والدولة لا تحرك ساكناً حيال هذه المنطقة التي اصبحت رهينة الموت والدمار". وتمنى "رفع كابوس الاحتلال عن كل اهلنا في الجنوب والبقاع الغربي"، محذراً من مخططات التهجير التي تحاك بصمت والتي لا تخدم لبنان". وانتقد "اوضاع السجون وخصوصاً سجن زحلة، الذي لا تتوافر فيه الشروط الصحية والاخلاقية". وناشد المسؤولين الاهتمام بالموضوع "لأن من يدخل السجن متهماً يخرج منه استاذاً في علم الاجرام".