تبدأ وزيرة الخارجية الاميركية خلال عطلة نهاية الاسبوع زيارة لكينيا وتنزانيا، هي الاولى منذ تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في هذين البلدين. فيما اكد محققون اميركيون انهم سيباشرون في تحليل أدلة جمعوها من موقعي انفجار السفارتين الاميركيتين في كينيا وتنزانيا بعدما حصلوا على موافقة سلطات البلدين، واوضحوا ان الادلة المتوقع وصولها مطلع الاسبوع الى الولاياتالمتحدة ستخضع لتحاليل قد تستغرق نحو اربعة اسابيع. في غضون ذلك صعدت الحكومة الاميركية إجراءاتها الامنية في عواصم عدة فاقفلت سفارتها في تيرانا واصدرت تعليمات الى موظفي السفارة في كوالالمبور بالبقاء في منازلهم تحسباً لهجمات. تفاصيل ص 6 وتحدث الى "الحياة" امس شاهد رئيسي في تفجير نيروبي فأكد ان منفذي الهجوم شخصان كانا يستقلان سيارة صفراء شاحنة صغيرة تحمل لوحة اجنبية. واعرب عن اعتقاده انهما قتلا في الانفجار. الشاهد افرام سيغيللي مفتش في شركة النقل "ستيج كوتش" للخدمات العامة وينتمي الى قبيلة اللويو ثالث اكبر القبائل الكينية. وتملك الشركة مؤسسة بريطانية، في حين يملك المجلس البلدي في نيروبي جزءاً صغيراً من اسهمها. وكان الباص الذي يعمل فيه سيغيللي يسير في رحلة عادية في السابع من الشهر الجاري، عندما اصبح جزءاً من اسوأ كارثة شهدتها نيروبي. ونجا سيغيللي باعجوبة لكن سائق الباص نغورغو قتل بفعل الانفجار الذي استهدف السفارة الاميركية. وقدم سيغيللي روايته للانفجار ل "الحياة" من مركز طبي لا يزال يخضع فيه للعلاج من اصابات في الحادث: "الباص كان آتياً من كيسيريان 15 كيلومتراً من وسط نيروبي عندما وصلنا الى المستديرة التي تربط شارع هيلاسيلاسي بالطريق السريع أوهورو حيث تقع السفارة الاميركية وبناية البنك التعاوني. لكن قبل وصولنا الى المستديرة بقليل كانت ثلاث سيارات امامنا، ولاحظت بشكل خاص ان احداهما لونها اصفر لانها دارت فجأة وبسرعة كبيرة في الاتجاه المعاكس نحونا ثم دخلت المنطقة التي توجد فيها السفارة. وبعد دقائق سمعنا صوت انفجار صغير وكنت واقفاً في الجزء الامامي من الباص اتحدث الى السائق وقلت له لا بد ان ذلك انفجار. بعد لحظات حصل الانفجار الكبير الذي تأثرنا به واصاب الحطام المتطاير الباص وسقطت من الباب ولاحظت ان الباص تحطم، ناديت نغورغو مرات عدة ولم يجبني وعرفت انه قتل". واضاف: "كان هناك شخصان في سيارة صفراء مثل التي تستعمل لنقل الخبز. عندما انطلق التفجير الأول اخرج الشخص الجالس أمام عجلة القيادة يده حاملاً مسدساً وبدأ في اطلاق النار على القسم العلوي للسفارة. لم استطع أن أرى إلا عينيه لأن وجهه كان مغطى بغطاء من الصوف - لكن استطعت أن أرى بشرة يده، كان لونه فاتحاً - لا اعتقد ان الشخصين اللذين كانا في السيارة الصفراء استطاعا الهروب من الانفجار... لقد حُشرا بين حاويتين للقمامة وجدتا الى جانب حائط السفارة. السيارة لم تكن تحمل رخصة أرقام محلية بل كانت تحمل أرقاماً اجنبية". وفي واشنطن، قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "اف بي آي" دونالد كير ان ادلة من الانفجارين تضم قطعاً صغيرة من الحطام ستصل الى واشنطن مطلع الاسبوع المقبل لتحليلها الذي يستغرق نحو اربعة اسابيع، وان الحكومة الاميركية حصلت على موافقة السلطات الكينية والتنزانية على نقل الأدلة الى واشنطن لتحليلها. وعما إذا كانت التحقيقات في التفجيرين تجري باعتبار مرتكبيهما جهة واحدة قال: "نحن نعاملهما على انهما حادثان منفصلان لئلا نصل من دون قصد الى استنتاجات خاطئة". وكانت شبكة تلفزيون "ايه بي سي نيوز" بثت تقريراً عن اكتشاف آثار نترات الامونيوم وزيت الوقود المازوت في انقاض الانفجارين. واشار التقرير الى ان المحققين يعتقدون ان هاتين المادتين ربما استخدمتا في صنع القنبلتين. ورفض الناطق باسم "اف بي آي" بيل كارتر التعليق على التقرير وقال انه لن يتحدث عن الادلة التي تجمع في شأن التفجيرين. ويذكر ان مجلس الامن ندد بالتفجيرين، وذلك في بيان له بعد جلسة الخميس. واقفلت السفارة الاميركية في تيرانا، امس، وقال ناطق باسمها ان السفارة اوقفت اعمالها العادية واعادت موظفيها الذين لا تستدعي الحاجة وجودهم الى الولاياتالمتحدة تحسباً لحصول أي عمل ارهابي. وزاد: "نظراً للتصريحات الاخيرة التي ادلى بها متطرفون اسلاميون ضد الولاياتالمتحدة ومواطنيها وللتقارير الصحافية التي تزعم مشاركة الحكومة الاميركية في الاعتقالات الاخيرة لعدد من المتطرفين الاسلاميين فمن الممكن ان تكون منشآت السفارة الاميركية في تيرانا هدفاً لهجوم ارهابي". كما صدرت تعليمات الى ديبلوماسيي السفارة الاميركية وموظفيها في كوالالمبور بالبقاء في منازلهم. قال ديبلوماسيون ان هذه التعليمات صدرت إثر معلومات عن احتمال شن هجوم على السفارة. وقال ديبلوماسي اميركي: "اذا ارادوا المهاجمون اختيار يوم فقد يكون يوم الجمعة امس". واكد شهود اخلاء مبنى يضم مكاتب "الوكالة الاميركية للتنمية الدولية" في العاصمة التنزانية امس، وسط اجواء ذعر بعدما فشل موظفو الوكالة في دخول المكاتب لتعطّل الاقفال الالكترونية. وفي أبيدجان وضعت كتل خرسانية في الشوارع المحيطة بمبنى السفارة الاميركية مع تعزيزات لاجراءات الامن مجدداً. اما في بيروت فطلبت السفارتان المصرية والتركية رسمياً تعزيز الحماية حول مقري بعثتيهما. وكانت السفارة الاميركية في عوكر شرق شمال بيروت عززت بدورها الاجراءات الامنية في محيطها.