اكدت الادارة الاميركية انها تدرس بجدية كل الادعاءات بالمسؤولية عن تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام، لكنها رفضت الربط بين هذين التفجيرين وتفجيرات اخرى نُفّذت سابقاً أو توجيه الاتهام الى جهة معينة. ودخلت اسرائيل امس على الخط وعرض رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو مساعدة في ملاحقة "الارهابيين" المتورطين بالتفجيرين. في الاطار نفسه، قال الرئيس الكيني دانييل آراب موي ان المحققين الكينيين توصلوا الى بعض "الخيوط" عن الانفجار في نيروبي. واعلن ان عدد الضحايا الذي وصل الى 190 قتيلاً قد يرتفع الى مئتي قتيل وان عدد الجرحى قاربَ خمسة آلاف راجع ص 6. وفي واشنطن، قال مستشار الأمن القومي صموئيل بيرغر لشبكة "سي. بي. اس" التلفزيونية ان "تحقيقات واسعة بدأت لكشف ملابسات التفجيرين في نيروبي ودار السلام، ولدينا الآن مئات الاشخاص في الموقعين، بينهم مئة من مخبري مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي، اضافة الى غيرهم من المحققين". وزاد: "هناك معلومات علينا التدقيق فيها، ولكن ليس من الحكمة كشف أي معلومات، وسنستمر في ملاحقة القضية الى ان نعثر على المسؤولين ونخضعهم للحساب". وقالت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت لشبكة "ان. بي. اس": "على الجميع ألا ينسى انها التفجيرات ليست من ذلك النوع من الجرائم الذي يسقط بالتقادم، وستواصل الولاياتالمتحدة المطاردة الى ان تتحقق العدالة". وأكدت ان واشنطن "ستتخذ الاجراء المناسب" اذا ثبت ان الهجوم على السفارتين أو التفجيرين في المملكة العربية السعودية كانت "نتيجة لإرهاب ترعاه دولة". وقال بيرغر ان الولاياتالمتحدة تدقق في الادعاءات بالمسؤولية التي نشرتها "الحياة" وغيرها من وسائل الاعلام في المنطقة، اضافة الى المعلومات التي تملكها واشنطن من مصادرها. واضاف: "جرت اتصالات بكل الصحف في انحاء العالم بعد الحادث، وادعى المسؤولية عدد من المجموعات، بعضها مجهول وأخرى معروفة. نأخذ كل الادعاءات بجدية وسنتابع كل هذه الخيوط، اضافة الى ما لدينا من المعلومات". ورفض الربط بين تفجير السفارتين وتفجير الخُبر في السعودية، معتبراً ان "من السابق لأوانه الكلام عن اي رابط". كما رفضت اولبرايت التعليق في شكل مباشر على تقارير صحافية تتهم اسامة بن لادن بالتفجيرين في افريقيا. وقالت: "لن أعّلق على شيء يتصل بهذا التحقيق لأنني لا أريد الاضرار به". لكنها أضافت: "الواضح انه أسامة بن لادن شارك سابقاً في رعاية الارهاب وأدلى بعدد من التصريحات التي تضمنت التهديد والعداء البالغ للولايات المتحدة". وحذرت المطالبين بخطوة انتقامية أميركية فورية من ان "علينا الحرص على عدم اتخاذ اية خطوة من دون الحصول على كل الحقائق". وأكدت ان "للولايات المتحدة ذاكرة قوية جداً. واستطعنا بانتظام جلب المتهمين بالهجمات الارهابية، وواجه تسعة منهم العدالة خلال السنوات الخمس الماضية". وتواصلت عمليات الانقاذ ليل السبت - الأحد، وأمس وقال الرئيس الكيني دانييل آراب موي ان عدد القتلى قد يرتفع الى مئتين. وان عدد الجرحى ارتفع الى 4979 بينهم 25 في حال خطرة. وقال رداً على سؤال لدى تفقده موقع الانفجار امس ان المحققين الكينيين توصلوا الى معلومات عن المتورطين بعملية التفجير، و"ندرس بعض الخيوط". وفي تطور جديد قد يسلّط الضوء على معلومات تفيد في التوصل الى الجهات المتورطة بالتفجيرين، قال ديبلوماسي اميركي في تنزانيا ان آلة التصوير التي كانت مثبتة على سطح الطابق الأخير من مبنى السفارة الاميركية في دار السلام ما زالت موجودة في مكانها، وربما صورت عملية التفجير. وفي القدسالمحتلة أ ب، عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساعدة في "ملاحقة الارهابيين" المتورطين بتفجيري نيروبي ودار السلام. وقال ان المؤشرات الأولية تدل على ان مصدر العمليتين هو "الارهاب الدولي المتمثل في الأصولية الاسلامية". وزاد :"نحن مستعدون للمساعدة، ليس فقط في عمليات الانقاذ ولكن ايضاً في الجهود الدولية في المجال الاستخباراتي وغيره لمحاربة هذا الارهاب الذي واجهناه لسنوات طويلة ... اليوم، وربما في ضوء الهجوم في كينيا يمكن ان ندرك مدى اهمية وجود جبهة دولية عريضة" لمكافحة الارهاب. وفي سياق التقارير عن علاقة محتملة بين التفجيرين واعتقال ناشطين اسلاميين عرب في البانيا أعلنت وزارة الداخلية الألبانية انها ستجري تحقيقاً شاملاً في أوضاع جميع المقيمين العرب. وأكدت أن الاجهزة الأمنية ستفرض رقابة دقيقة على كل نقاط الدخول الى البانيا. ورفض ناطق باسم الوزارة الربط بين التفجيرين واعتقال مواطنين مصريين الشهر الماضي، وأوضح ان "كثيرين من العرب هنا اعضاء في جمعيات اغاثة اسلامية". وأضاف: "لكن البعض، خصوصاً المتشددين، قد يحاول استعمال البانيا قاعدة لأعمال غير مشروعة".