نيروبي، دار السلام، واشنطن - أ ف ب، رويترز - واصلت فرق الانقاذ بحثها طوال ليل السبت - الاحد وأمس في محاولة للعثور على ناجين تحت أطنان من انقاض مجمع مكاتب انهارت بانفجار الجمعة الماضي قرب السفارة الاميركية في نيروبي. وانتشلت امس إمرأة وابنها على قيد الحياة من بين انقاض المجمع، فيما ارتفع عدد الضحايا الى 190 قتيلاً وحوالى خمسة آلاف جريح. في غضون ذلك، قال الرئيس الكيني دانييل آراب موي ان المحققين في تفجير السفارة في نيروبي توصلوا الى "بعض الخيوط" عن المتورطين بالتفجير. وتوافد على المنطقة عشرات من العاملين في مجال الاغاثة، وانضمت اليهم فرق من جنوب افريقيا واسرائيل وفرنسا وبريطانيا والمانيا. كما جاءت عروض مساعدة من الهند واليابان وعشرات من الدول الاخرى. وانتشل الاسرائيليون أحد الناجين من تحت الانقاض اول من امس بعد نحو 36 ساعة من الانفجار، في حين لفظ أحد ضحايا الانفجار انفاسه بعد وقت قصير على انتشاله حياً بعدما قضى تحت الانقاض اكثر من 24 ساعة. وذكر بيان صدر امس عن مكتب الرئيس الكيني ان عدد القتلى ارتفع إلى 190 وان بين ضحايا الحادث 11 اميركياً و21 كينياً انتشلوا من داخل مبنى السفارة الاميركية. واضاف ان عدد الجرحى وصل الى 4979 بينهم 25 في حال خطرة و542 يعالجون في المستشفى إضافة الى 4257 شخصاً تلقوا اسعافات أولية. لكن عمال الانقاذ يخشون من وجود 20 - 30 قتيلاً تحت انقاض المبنى المنهار الذي يعرف باسم بيت الافندي. وفي واشنطن، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون ان التحرك الاميركي مستمر للمساعدة خصوصاً في عمليات الانقاذ. وجاء في بيان للوزارة نشرته ليل السبت ان الولاياتالمتحدة بدأت تسيير 14 رحلة جوية لنقل المعدات والفرق الضرورية لعمليات الانقاذ في مكان وقوع الانفجارين في نيروبي ودار السلام، وللبدء بالتحقيق في ظروف الاعتداءين اللذين استهدفا سفارتي الولاياتالمتحدة. واشار البيان الى وجود ثلاثة عسكريين بين الضحايا الاميركيين ال 11 في التفجيرين. وقررت الوزارة ارسال 36 من عناصر الجيش المكلفة خدمات طبية و60 رجل اطفاء مجهزين معدات. كما ارسل حوالى مئة من الموظفين الأمنيين، بينهم فريقان متخصصان في مكافحة الارهاب. ووصلت الى قاعدة تابعة للقوات الجوية الاميركية في رامشتاين، جنوب غربي المانيا، طائرة نقل من طراز "سي 141" تقل نحو 15 شخصاً أصيبوا إصابات خطرة بانفجار نيروبي. وقال مسؤولون اميركيون ان معظم الجرحى سيعالجون في مستشفى لاندشتول القريب. وسُئل الرئيس موي خلال تفقده موقع التفجير في نيروبي هل توصلت الشرطة الى شيء فأجاب: "نعم، ندرس بعض الخيوط". ورفض موي الذي بدا متأثراً، كشف مزيد من التفاصيل، وهل نفّذت اعتقالات ذات صلة بالحادث. وقال ان المحققين يؤدون واجبهم وان من السابق لأوانه كشف تفاصيل عملهم. وصرّح الى الصحافيين بأنه لا يعتقد ان هذا العمل يمكن ان يفيد اي قضية، وزاد :"كيف ينتظرون من الكينيين تأييد قضيتهم اذا كانوا يستخدمون مثل هذه الاساليب". ووصف موي التفجير بأنه "مذهل ومروع" ليس من شأنه سوى "ان يزيد عداء الكينيين وبقية العالم لمرتكبيه". وتابع: "حتى لو كانوا يستهدفون السفارة الاميركية ما كان يجب ان يستهدفوا كينيا. الكينيون شعب مسالم، وحياة البشر ثمينة. أمر مروع ان تستخدم اساليب تقضي على أناس أبرياء". وفي دار السلام، طوقت قوات من مشاة البحرية الاميركية المارينز مبنى السفارة الاميركية فيما بدأت فرق تحقيق اميركية الوصول الى موقع التفجير. وقال مسؤولون اميركيون انه كان مقرراً وصول المحققين اول من امس لكن طائرتهم تأخرت يوماً ومن المتوقع وصول فريق آخر اليوم.