تركزت الاهتمامات في الاوساط السياسية امس في البحث عن العلاقة بين منظمة "الجيش الاسلامي لتحرير المقدسات"، التي أعلنت مسؤوليتها عن عمليتي نيروبي ودار السلام، وبين اسامة بن لادن وايمن الظواهري اللذين تجمعهما "الجبهة الاسلامية لقتال اليهود والصليبيين" مع جماعتين من باكستان واخرى من بنغلاديش، وهي كانت اسست في شباط فبراير الماضي. فيما واصل اسلاميون مقيمون في بريطانيا حملة تنديد بالولاياتالمتحدة وطرح تبريرات للعمليتين، رجح اسلاميون عرب مقيمون خارج مصر- في اتصالات هاتفية اجرتها معهم "الحياة" - ان تكون المنظمة المجهولة التي لم تتبن أي عمل من قبل "جناحاً سياسياً للجبهة" وان اعلان مسؤوليتها عن العمليتين جاء "لرفع الحرج" عن ابن لادن والظواهري المقيمين حالياً في افغانستان في مناطق تسيطر عليها حركة طالبان التي تربطها علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة". وكذلك "تفادياً لقيام واشنطن بتقديم طلب رسمي الى الحركة لتسلم ابن لادن أو الظواهري أو كليهما معا في حال تبنيهما العمليتين بشكل صريح". ورداً على سؤال حول عدم تدخل الحركة إثر التهديدات التي وجهها ابن لادن للولايات المتحدة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في آيار مايو الماضي داخل افغانستان، وكذلك عقب البيان الذي اصدرته "جماعة الجهاد" التي يقودها الظواهري وتعهدت فيه بتنفيذ عمل انتقامي ضد اميركا قبل ثلاثة ايام فقط من وقوع عمليتي نيروبي ودار السلام قال ناشط اسلامي يعيش في اوروبا ان "التهديدات والبيانات شيء واعلان المسؤولية رسميا عن عمل أوقع ضحايا شيء أخر"، مشيراً الى ان الوقوف خلف اي عملية يتطلب آليات لا بد من استخدامها حتى تحقق العملية هدفها ولا تتسبب في خسائر على مستوى التنظيم او الجبهة التي نفذتها". وتابع: "ان القوي لا يعدم حيلة لتبرير إجرامه وهو يغير مبادئه من الشيء الى نقيضه ويفرض على الضعفاء ما يشاء، وليكن معلوماً ان الشيء الاساسي الذي يحكم علاقات الدول بعضها ببعض هو: القوة لا النيات الحسنة ولا المشاعر النبيلة... أليس استخدام الفيتو الاميركي ضد أي مشروع قرار إدانة للكيان الصهيوني هو استعداء لمشاعر العرب والمسلمين؟"، واضاف: "من الواضح الجلي أن اميركا لا تزال تهوى ممارسة الطغيان والجبروت على الشعوب الاسلامية، وتستفيد من حال التخبط والنكوص والهيمنة على امتنا، لذلك طالبها البيان بتغيير سياستها تجاه العرب والمسلمين وعدم التدخل في قضايا الشعوب المصيرية، واطلاق سراح الذين تم تلفيق التهم لهم، وصدور احكام جائرة في حقهم ممن يقبعون في السجون الاميركية في ظل ظروف لا انسانية تتنافى وابسط قواعد حقوق الانسان". واصدرت حركة "انصار الشريعة" مقرها لندن بياناً امس حمل توقيع مسؤولها الشرعي ابو حمزة المصري بعنوان "ان اميركا ترقص على انغام المجاهدين"، وصفت فيه الولاياتالمتحدة بأنها "شيطان النظام العالمي الجديد"، واعتبر ان ما حدث في نيروبي ودار السلام "أصل معروف من أصول الشرع الحميد لردع الكافر العتيد وهو عين ما حدث لأميركا".وعلى الجانب الآخر أصدر المرصد الإعلامي الاسلامي مقره لندن بيانا بعنوان "اميركا يجب ان تغير من سياستها العدائية تجاه الشعوب الاسلامية، كما يجب عليها التوقف عن انتهاكات حقوق الشعوب والافراد". اعتبر ان "الحقد هو الاصل في سياسة العداء الاميركي للاسلام والمسلمين، وان اميركا تحاول بين الحين والآخر إيذاء المسلمين والاساءة اليهم بأية صورة ممكنة"، وقال: "ان اميركا لم تتورع عن المساس بالقرآن الكريم وتشوبه صورة الاسلام العظيم، وتستهدف ابناء المسلمين شعوباً كانوا او جماعات او افراداً، وتركز جهودها من اجل اهانة واذلال المسلمين وتهميش دورهم الريادي، وتعتمد سياسة القهر والارهاب ودعم الكيان الصهيوني، وتساءل البيان: "هل الشعوب المسلمة تنسى مساعدة الاميركان للصهاينة قتلة الانبياء لمذابحهم في فلسطين المغتصبة من مذبحة بحر البقر وصبرا وشاتيلا وقتلهم الاسرى المصريين والحرم الابراهيمي وهدم منازل اسر من قاموا بعمليات استشهاد في فلسطين ومذبحة قانا والقصف المستمر ضد المدنيين العُزل في الجنوب؟