باريس - أ ف ب - تعتبر كرواتيا، التي يزيد عدد سكانها قليلا عن 5 ملايين نسمة، بلدا كبيراً في رياضة الكرات. فمنذ استقلالها عام 1991، حصلت على فضية مسابقة كرة السلة في اولمبياد برشلونة بعد ان نافست منتخب الحلم الاميركي دريم تيم على الذهب، واحرزت ذهبية كرة اليد وفضية كرة الماء في اولمبياد اتلانتا عام 1996، والآن بلغت الدور نصف النهائي من كأس العالم لكرة القدم في فرنسا. وذكّرت صحيفة "زغرب" بأنه قبل تفتت يوغوسلافيا "كان اساس المنتخبات اليوغوسلافية التي حصدت الذهب في بطولات العالم والالعاب الاولمبية في الرياضات الجماعية، من العناصر الكرواتية". وفي هذا السياق، وفي كرة القدم تحديدا، كان بين المنتخب اليوغوسلافي الذي توج في بطولة العالم للشباب عام 1987، سبعة كرواتيين من بينهم بوبان وسوكر وستيماتش ويارني، الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخب الكرواتي المدعو لمواجهة فرنسا البلد المضيف غدا الاربعاء في الدور نصف النهائي بعد ان الحق هزيمة قاسية بالالمان واقصاهم في الدور ربع النهائي. ويتذكر قائد المنتخب زفونيمير بوبان "في المدرسة، نمارس جميع رياضات الكرات، اما بالنسبة الى كرة القدم فنفضل ان تتم اما في الملعب او في الشارع". واضاف لاعب وسط ميلان الايطالي "في الخارج، نرغب في اظهار صورة اللاعبين الموهوبين وايضا المقاتلين، خصوصا بعد طرد ايغور ستيماتش امام المانيا في الدور ربع النهائي من بطولة الامم الاوروبية 1996 2-1 لمصلحة المانيا. بامكانكم رؤية المباراة من جديد وستقولون لي من هو الغشاش". من ناحيته، يشدد ماريو ستانيتش على التكامل بين المؤهلات التقنية والتكتيكية، ويقول "لا يمكن تحقيق نتائج في الرياضات الجماعية دون انضباط. لاننا فنانون، يعتقد الاخرون بأننا نرتجل. والحقيقة هي العكس، فالخطة التكتيكية تسمح لنا بالتعبير عن امكاناتنا الفردية". ويضيف الجناح الايمن في فريق بارما الايطالي "حب الكرة يجمع بين طوني كوكوتش لاعب شيكاغو بولز بطل دوري كرة السلة الاميركي للمحترفين وعرفان سمايلييتش لاعب كرة اليد ودافور سوكر نجم كرة القدم". واذا كانت كرواتيا حققت هذا القدر من النجاح فان ذلك يعود في جزء منه الى المدرسين والمدربين. وبامكان مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ايميه جاكيه ان يستعلم من زميله دانيال كونستانتيني مدرب منتخب كرواتيا لكرة اليد حول هذا الموضوع. فبعد ان فازت فرنسا على كرواتيا في نهائي بطولة العالم لكرة اليد عام 95، فرض الكروات قانونهم على الفرنسيين في نصف نهائي المسابقة ضمن اولمبياد اتلانتا بعد عام واحد. وشدد مدرب فريق اوكسير الفرنسي لكرة القدم على الهجمات المعاكسة التي شنها الكروات على مرمى المانيا في ربع نهائي المونديال، معتبرا اياها "حالات مهمة يجب ان تحظى باهتمام كبير في جميع مدارس كرة القدم". الى ذلك، فهناك حب الوطن الجارف الذي يعتبر احد عوامل النجاح. وهذا ما اكده المهاجم غوران فلاوفيتش في تصريح لصحيفة اسبانية قبل ايام حين قال "النجاح الرياضي يعطي شيئا من السعادة لشعب عانى الكثير. فالرياضيون هم افضل سفراء لبلد شاب". وتسود لدى الكروات فكرة "الحياة كرة" التي اصبحت، من اجل القضية العامة، "الكرة من اجل الحياة".