"تشوكابلوك" عنوان معرض غريب من نوعه تناثرت محتوياته في غاليري "ابروف دارتيست" وكان في إمكان زواره ملامستها وتحريكها وحتى الجلوس عليها. قطع بلاستيكية اتخذت اشكالاً غير مألوفة لأثاث يفترض انه مخصص للمنازل أو المكاتب، فرادتها انها مصنوعة من البلاستيك الممزوج في بعض الاحيان مع مواد فوسفورية ملونة ومضيئة. عنوان المعرض مستوحى كما يقول صاحبه المصمم البريطاني توم ديكسون من التعبير البريطاني لوصف غرفة مملوءة بالاغراض، و"اغراض" ديكسون في الغاليري ربما هي طاولات يمكنها ان تتحوّل الى مقاعد، ومقاعد يمكنها ان تتحول الى مصباح للإضاءة وهو بدوره اذا ما جمعت اكثر من قطعة منه يتحوّل الى جدار. والمقاعد هنا لا تشبه بعضها بعضاً، قد يكون المقعد اسطوانة ترتكز الى ثلاثة اسطوانات صغيرة موزّعة في الاتجاهات الثلاثة ويمكن الجلوس عليه هكذا أو مقلوباً، وبالامكان وضع سطح زجاجي أو خشبي على احدى قاعدتيه ليتحوّل الى طاولة ويمكن وضع مقعد مماثل له فوقه فيشكل الاثنان مشجباً لتعليق المعاطف. وقد يكون المقعد أشبه بنجم يمكن الجلوس عليه كيفما وُضع على الارض وطرافة هذا المقعد لا تنتهي هنا فقد يصبح مصباحاً للإضاءة ايضاً وما يمنع ان تنطلق الاضاءة من تحت بدلاً من فوق؟ تصاميم ديكسون أشبه بحجارة "ليغو" تلك التي يلهو بها الصغار لبناء الاعمدة والجسور وبيوت المخيلة الاولى وهي مثل تلك الحجارة التي صنعت في البدء من الخشب وصارت مع تطور الزمن من البلاستيك المادة الاقل كلفة والاكثر وفرة وجدلاً في آن. في تقديم "حجارته" بدا ديكسون مأسوراً بطفولته حتى قيل له ان المعروضات تصلح لدار حضانة فعلّق قائلاً "انها مفروشات آمنة"، وانتقل الى قاعة اخرى تناثرت في ارجائها كرات بلاستيكية وقطع مكعبة كبيرة بنيت على شكل سلالم أو جدران تشع بألوان فوسفورية حمراء وزرقاء وصفراء وبنفسجية، تضيء تارة وتنطفىء طوراً، مخلّفة دهشة تشبه تلك التي تتركها رؤية شجرة الميلاد. ديكسون الذي يعتبر واحداً من مصممي المفروشات المبدعين في أوروبا هو من مواليد 1959 في صفاقس - تونس، أقام معارض جماعية وافرادية في عدد من العواصم الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية وبعض اعماله مجموعات دائمة في متاحف لندن وباريس ونيويورك وبوسطن وطوكيو وهو استاذ زائر في بعض كليات الفنون في اكستر وستوكهولم وابردين وعيّن اخيراً مديراً للتصميم في شركة "هابيتات" في المملكة المتحدة. وبيروت هي المحطة الثالثة لمعرض ديكسون بعد محطتين في ميلانو وسيدني وبعد بيروت ينتقل الى كاراكاس.