بغداد - أ ف ب، رويترز، اكدت بغداد امس ان اطلاق طائرة اميركية صاروخاً على موقع رادار عراقي الثلثاء الماضي ادى الى عطل في التيار الكهربائي وتوقف تدفق مياه الشرب في المنطقة. وأكدت "وكالة الانباء العراقية" ان التيار الكهربائي وشبكة مياه الشرب التي تمد مدينة ام قصر العراقية توقفا عن العمل الثلثاء بعد اطلاق مقاتلة اميركية صاروخاً اسفر عن اضرار في المنشآت في جنوبالعراق. وذكرت الوكالة ان "الصاروخ تسبب في قطع تدفق الماء الى سكان مدينة أم قصر والتيار الكهربائي في المنطقة واحداث اضراراً في جدران ورشة تصليح خزانات المياه". وكان ناطق عراقي اكد الثلثاء ان طائرة "ف - 16" اميركية اطلقت صاروخاً على خزانات مياه الشرب في البصرةجنوب حيث لا توجد وحدة عسكرية. وعرض التلفزيون العراقي مساء اول من امس صوراً لبقايا "صاروخ اميركي" اطلقته الطائرة الاميركية على موقع مدني في جنوبالعراق. وصورت بقايا الصاروخ قرب مبان مدنية ووسط سكان مدنيين عراقيين. وقالت وزارة الدفاع الاميركية ان اربع طائرات "تورنادو" بريطانية كانت في مهمة دورية في منطقة الحظر الجوي المفروضة على العراق رصدها رادار عراقي مما حمل طائرة "ف - 16" اميركية على اطلاق صاروخ على منصة بطاريات عراقية مضادة للطائرات. وكان مسؤولون اميركيون صرحوا ان الهجوم الصاروخي شن للدفاع عن النفس لحماية الطيارين الاميركيين والبريطانيين. ورفض العراق هذه التصريحات ووصفها بأنها "اكاذيب". وقال ناطق باسم وزارة الثقافة والاعلام العراقية ان المسؤولين الاميركيين يعلمون انهم يبلغون شعبهم والرأي العام العالمي "بأكاذيب" لانهم يعرفون ان الصاروخ سقط في منطقة منزوعة السلاح قرب أم قصر التي لا توجد فيها اجهزة رادار عراقية او وحدات عسكرية. وتساءل الناطق: "اذا كان لا يوجد أي رادار او وحدات عسكرية عراقية كيف يكون هناك تهديد للطيارين الاميركيين او البريطانيين؟". في واشنطن، أكدت وزارة الدفاع الأميركية صحة تقرير عراقي بأن الصاروخ الذي أطلقته مقاتلة "ف 16" فشل في اصابة موقع عراقي للدفاع الجوي كان يستهدفه. وقال البنتاغون ان الصاروخ عالي السرعة والمضاد للرادار "هارم" "ربما سقط في منطقة نائية قرب موقع الرادار القريب من البصرة". وأضاف الناطق باسم الوزارة: "نحن لا نتوقع تحديد الموقع الدقيق للسقوط". وفي القاهرة، دانت الجامعة العربية امس القصف الصاروخي الأميركي، وقال الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد: "قصف اهداف عراقية امر مرفوض سواء في البصرة او غيرها من الاهداف العراقية". وانتقد عبدالمجيد، في تصريحات صحافية امس، الغارة الجوية الاميركية ووصفها بأنها غير مبررة. وشدد على وحدة العراق وسيادته على أراضيه وعدم تعريض شعبه لمزيد من الاخطار والدمار وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. ورفض استمرار العقوبات على العراق، وقال: "طالما التزم العراق قرارات مجلس الامن فإن استمرار العقوبات تصبح مسألة غير مقبولة ومحل رفض من الشعوب العربية". وعلى الصعيد الشعبي والحزبي رفضت الاحزاب المصرية عودة واشنطن الى استخدام الخيار العسكري ضد العراق، واكدت المعارضة ان الولاياتالمتحدة في تعاطيها مع العراق تتجاوز الصلاحيات التي منحها مجلس الامن لقوات التحالف وتشكك في الشرعية الدولية المنفذة في العراق وتتجاهل اسرائيل.