عقد وزيرا الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين والمصري عمرو موسى جلسة محادثات في باريس امس تناولت قضايا عدة. وركز الجانبان على "الوضع المقلق جداً لعملية السلام في الشرق الاوسط" وأكد موسى لپ"الحياة" ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي "ليس بحاجة الى اقناع" بمحاكمة المتهمين الليبيين في تفجير طائرة "بان اميركان" فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في بلد ثالث وفقاً للقضاء الاسكتلندي معتبراً ان "الباقي تفاصيل لم تحدد بعد". وقال فيدرين بعد اللقاء "اجريت جولة استطلاع آفاق موسعة مع موسى تناولت الوضع في السودان والقضية الليبية وايران. وركزّت على الوضع المقلق جداً لمسيرة السلام في الشرق الاوسط. وعملنا معاً على اساس المبادرة الفرنسية - المصرية وقررنا ان نتابع معاً الموضوع وسنلتقي مجدداً الثلثاء اليوم لمواصلة مناقشة الموضوع". ومن جانبه صرّح موسى بأن "المحادثات تناولت مواضيع عدة، لكنها ركزت بشكل كبير على موضوع عملية السلام، وخصوصاً المبادرة المصرية - الفرنسية. وهناك نقاط في المبادرة سنعرضها على الرئيسين حسني مبارك وجاك شيراك ونعود الى الاجتماع الثلثاء اليوم للاستمرار في الاعداد والاتفاق على بعض التفاصيل لتحويل فكرة المؤتمر الى مبادرة". وقالت مصادر فرنسية مطلعة على المحادثات ان الوزيرين تناولا الوضع السياسي والانساني في السودان، وانهما لاحظا في شأن ليبيا ان الامور "ستتحرك على صعيد قضية لوكربي، لكن هناك صعوبات كبرى، خصوصاً ان رد ليبيا ليس ايجابياً كلياً. ومن الصعب الآن الرجوع الى الوراء في هذا الملف، فهناك تقدم". وتطرق الوزيران الى مسألة العقوبات الدولية على ليبيا ومستقبلها واحتمالات رفعها. وابلغ فيدرين نظيره المصري انه سيزور ايران في الاسابيع المقبلة، وربما في نهاية الشهر المقبل. وأكد موسى في تصريحات الى "الحياة" ان مبادرة القذافي "هي تسليم المتهمين في قضية لوكربي الى دولة ثالثة". واوضح في رد على سؤال عن مساعي مصر لاقناع ليبيا بتسليم المتهمين للمحاكمة في دولة ثالثة وفقاً للقضاء الاسكتلندي ان القذافي "ليس في حاجة الى اقناع لأن مبادرته كانت احد العناصر التي عبّرت عنها ليبيا وتبنتها الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الافريقية. وكل ذلك قائم على محاكمة المتهمين في بلد ثالث، ما يعني التسليم لهذا البلد الثالث، والباقي تفاصيل لم تحدد بعد". وعن المحادثات الفلسطينية -الاسرائيلية ووضع مسيرة السلام، قال: "وفقاً لمعلوماتنا لا يجري في الواقع كلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين وانما يدور حديث حول حواشي المبادرة والشروط. ومعلوماتنا من الاطراف التي تحدثنا معها تفيد انه لا يوجد حديث جدّي عن اعادة 13 في المئة بالمعنى الذي قصدته المبادرة الاميركية وبالمعنى الذي قُصد حين تم التعهد الاسرائيلي بالقيام بثلاثة انسحابات متتالية. ونحن، وإن لم يكن لدينا اعتراض على لقاءات فلسطينية - اسرائيلية، ندعو الى وضع حد لموضوع المماطلة وإلا ضاعت الحدود بين الامور... الواضح الآن اننا نتعامل مع جزئيات كلها سلبية، اما الاكثر خطورة فهو الجزء الذي لا نراه سواء بالنسبة الى المسار الفلسطيني او السوري او اللبناني، وهو رفض مطلق للتعامل وفق الاسس المتفق عليها ورغبة في التعامل وفقاً لأسس اخرى هي فرض سلام اسرائيلي فهل هناك طرف عربي مستعد ان يدخل في سلام اسرائيلي وفقاً لشروط اسرائيلية؟ واذا كان هناك مثل هذا الطرف فالامر يكون خطيراً جدا لأننا نرى ان المرجعية هي مدريد واوسلو والاتفاقات الاخرى. والانسحابات يجب ان تتم وفقاً لمبدأ الارض في مقابل السلام، والفلسطينيون يجب ان يحصلوا على حق تقرير المصير والدولة وان يستعيدوا اراضيهم وفقاً للاتفاقات". وقال عن العلاقات الايرانية - المصرية ان "التوجه العام هو السير قدما نحو علاقات افضل. وقد عبّر عن ذلك الرئيس مبارك وهو امر طبيعي. آن الاوان لأن تكون هناك علاقة جيدة بين ايران والدول العربية وبين ايران ومصر بصورة خاصة. نحن وهم تقدمنا في الخطوات في هذا الاتجاه". وتحدث عن الوضع في السودان قائلاً انه "لابد من تطور جدي يحافظ على السلامة الاقليمية للسودان ويعالج الناس من خلاله الناحية الانسانية الخطرة جداً التي حصلت اخيراً مع اخذ ظروف هذه الناحية في الاعتبار اذ ان السودانيين انفسهم يتحدثون عنها، حكومة ومعارضة. وبالنسبة الى ضرورة مبدأ التعددية في الوحدة يجب الاخذ في الاعتبار ان تكون للمواطنين حقوق متساوية. آن الاوان لوضع حد للحرب الاهلية، ونحن على ثقة ان وساطة "ايغاد" يمكن ان تؤدي الى نتائج ايجابية".