الخرطوم، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب - أعلن "الجيش الشعبي لتحرير السودان" أمس ان 93 جندياً سودانياً قتلوا خلال هجوم شنته القوات الحكومية على معاقله في ولاية النيل الأزرق في جنوب السودان. وقال الناطق باسم التنظيم المتمرد في القاهرة ياسر عرمان لوكالة "فرانس برس" ان المعارك التي قتل خلالها خمسة من المتمردين، وقعت الخميس الماضي عندما حاول الجيش السوداني السيطرة على مدينة أولو الاستراتيجية في ولاية النيل الأزرق. وأضاف ان المتمردين أسروا عشرة جنود وأصابوا آخرين. وقال ان "الجيش الشعبي" حاول التسلل الى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية وهاجم مركزاً يبعد 30 كيلومتراً عن مدينة الدمازين الاستراتيجية في شمال ولاية النيل الأزرق، وعاد الى قواعده بعد "تدمير الموقع والاستيلاء على الأسلحة والذخائر". وحذر الناطق مجدداً الاجانب العاملين في الآبار النفطية في ولاية أعالي النيل من البقاء ودعاهم الى مغادرة المكان. وفي الخرطوم اتهم قيادي في "المؤتمر الوطني" الحاكم الولاياتالمتحدة بالسعي الى اعاقة مشاريع استخراج النفط في جنوب السودان وغربه. وقال الشيخ محمد محجوب حاج نور عضو مجلس الشورى في "المؤتمر" خطيب مسجد جامعة الخرطوم "ان التحركات العسكرية التي تقودها قوات التمرد حالياً في مناطق استخراج النفط في ولايات أعالي النيل تتم بإيعاز اميركي". وأوضح ان القتال في جنوب السودان حصر حالياً في منطقة آبار النفط في منطقة عدارييل في أعالي النيل. وقال حاج نور في خطبة الجمعة أول من أمس، ان "قوافل المجاهدين بدأت في التوجه الى أعالي النيل لحماية آبار النفط من المخطط الاميركي الهادف الى منع انتاج النفط السوداني". وقال ان حملات التعبئة "انتظمت في كل ولايات السودان لتفويج المجاهدين ضمن لواء الشهيد عبدالسلام سليمان" الذي توفي في حادث سقوط طائرة في رفقة نائب الرئيس السابق الفريق الزبير محمد صالح. وأشار خطيب مسجد الجامعة الذي يعد مركزاً تقليدياً لتجمع الاسلاميين الى ان "المحاولة السابقة للاستيلاء على مدينة واو في جنوب السودان كان هدفها الاساسي تهديد مناطق النفط في منطقة المجلد والاستيلاء عليها". وكانت القيادة العسكرية المشتركة لقوات المعارضة السودانية أصدرت بياناً الاسبوع الماضي أكدت فيه أنها استولت على حامية "الجمام على بعد 27 كيلومتراً من حقول عدارييل النفطية ووجهت انذاراً للعاملين الاجانب بمغادرة منطقة النفط معتبرة انها باتت هدفاً عسكرياً. لكن الناطق باسم الجيش السوداني الفريق عبدالرحمن سر الختم نفى صحة ذلك. وأكد ان مناطق النفط "مؤمنة تماماً". الوضع الانساني على صعيد الوضع الانساني الذي يتأثر بسير القتال أبدت منظمات انسانية دولية مخاوف من عدم تمكنها من تقديم المساعدة الضرورية لنحو 400 ألف شخص مهددين بخطر المجاعة في جنوب السودان. وحذرت من وقوع كارثة انسانية مثل تلك التي شهدها الصومال في عام 1992 300 ألف قتيل أو اثيوبيا في العامين 1984 و1985 700 ألف قتيل. وفي ولاية بحر الغزال الجنوبية التي تشكل الضحية الأولى للمجاعة يتوافد ما بين ألف وألفي لاجئ يومياً الى عاصمتها واو حيث تشاهد أطفال وبالغون حول الجوع أجسادهم الى جلد على عظم ينهارون غالباً ويموتون على بعد امتار من مراكز صندوق الامم الامم المتحدة لرعاية الطفولة "يونيسيف" وبرنامج الغذاء العالمي.