اثارت تصريحات ادلى بها الرئيس ياسر عرفات بعد اجتماعه مع وزير الامن الداخلي الاسرائىلي افيغدور كهلاني امس، ارباكاً وغموضاً لجهة حقيقة الموقف الفلسطيني من استئناف المحادثات الخاصة بالمرحلة الثانية من اعادة الانتشار في الضفة الغربية. وبعدما اعلن عرفات في مؤتمر صحافي مشترك مع كهلاني في مدينة رام الله في الضفة انهما "اتفقا لى عقد اجتماعات منتظمة بين كهلاني وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس ابو مازن ابتداء من الاسبوع المقبل للبحث في المشكلات العالقة"، سارع كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الى التقليل من أهمية محادثات "ابو مازن" - كهلاني، مؤكداً انها "لن تكون بمثابة مفاوضات على اعادة الانتشار او المبادرة الاميركية". وأضاف: "لا اعلم ما الذي كان عرفات يقصد من خلال اعلانه هذه المحادثات، لكنها ستتناول بعض القضايا والمشكلات اليومية التي اثيرت خلال اللقاء مع عرفات، مثل الممر الآمن واطلاق المعتقلين". واضاف ان كهلاني ليس عضواً في فريق المفاوضين، مشيراً الى ان المحادثات المقبلة قد تكون في اطار الحوار المستمر بين "ابو مازن" وكبار المسؤولين الاسرائيليين. وذكر مستشار الرئيس الفلسطيني أحمد الطيبي ان "كهلاني طرح أمام عرفات عدداً من القضايا والمشكلات المتعلقة بالقدس والتنقل واللقاءات الفلسطينية، فأبلغه عرفات ان ابو مازن سيلتقيه الاسبوع المقبل للبحث في هذه القضايا". وزاد ان السلطة الفلسطينية "لن تستأنف المفاوضات الا اذا قبلت اسرائيل بالمبادرة الاميركية وقدمت افكاراً تتلاءم ومحتواها". وسئل عرفات بعد اللقاء مع كهلاني عن استعداده للقاء رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو، فأجاب: "اذا استطعنا ان نصل الى اتفاق على قبول المبادرة الاميركية عبر اللجان التفاوضية، ونرجو ان يتم ذلك في اسرع وقت، يمكن ان يتم هذا اللقاء على غرار اتفاق الخليل". وسئل أيضاً عن استعداده للقاء نتانياهو لاقناعه بالمبادرة فقال: "هذا ليس شأني وليس مسؤوليتي"، مكرراً ان على نتانياهو اعلان قبوله المبادرة الاميركية قبل اي قمة بينهما. واوضح انه لا يمانع في عقد لقاءات فلسطينية مع وزير الدفاع الاسرائىلي اسحق موردخاي شرط ان يقدم الوزير افكاراً جديدة تمكن من القبول بالمبادرة الاميركية. وأوضح كهلاني ان التفاهم الذي توصل اليه مع عرفات يتمثل ب "عقد لقاء واحد مع ابو مازن تعقبه لقاءات للجان المشتركة". واعرب عن اعتقاده ان الفجوات "صغيرة جداً ويمكن التوصل الى اتفاق في شأنها".