حضّ رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير السيد فاروق القدومي ابو اللطف الجيل الحالي من القيادات الفلسطينية على "ترك المكان للجيل الجديد". واعتبر في حديث ادلى به ل "الحياة" في تونس امس لمناسبة مرور اربعة اعوام على انتقال القيادة الفلسطينية من تونس الى غزة، ان "اتفاقات اوسلو وصلت الى طريق مسدود بسبب استمرار حركة الاستيطان ومصادرة الاراضي وفرض حصار على الشعب الفلسطيني مما يعني ان الاتفاقات لم تحقق ما كان ينتظره منها اهلها". وسئل عن تراخي حركة "فتح" في الفترة الاخيرة على رد الفعل على التطورات الجارية في الساحة الفلسطينية، فأوضح ان "المفاوضات السياسية المستمرة وما نتج عنها من آثار سلبية انعكست في الجسم الفتحوي الذي لم يكن في الحقيقة مقتنعاً بها كل القناعة". واضاف القدومي الذي شغل منصب امين سر اللجنة المركزية ل "فتح" "ان الحركة بدأت تشعر بالتذمر نتيجة خيبة الأمل بعدما تجمّدت المسيرة السلمية وظهرت نيّات اسرائيل على حقيقتها". واكد ان "الجيل الجديد الذي يبدي التمرد والغضب على الواقع الحالي هو الذي يحمل رسالة التغيير ومجابهة السياسة التوسعية الاسرائيلية". وزاد: "يمكن للجيل القديم ان يبقى كهيئة استشارية لكن عليه ان يترك المكان للجيل الجديد. عليه ان يفتح الطرق امام هذه الاجيال المتمردة لتصنع مستقبلها بأيديها وليس بأيدي الجيل الماضي الذي شاخ وتلك هي سُنّة الحياة". ونفى ان يكون قرر الانتقال الى غزة مثلما ذكرت انباء صحافية اخيراً وعزا رواج تلك التكهنات الى كون القيادة الفلسطينية اعطت اسمه للسلطات الاسرائيلية من ضمن لائحة بأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني في اطار الاعداد لدورة استثنائية كان يعتزم المجلس عقدها في منطقة الحكم الذاتي. وحضّ على "قيام حوار وطني شامل للبحث في المأزق الفلسطيني الراهن" ورأى ان الموقف الاوروبي من تعطّل التسوية السلمية "بدأ يتطور نحو الافضل وبدأ الاوروبيون يعتبرون السلوك الاسرائيلي خطراً، على قضية الامن والسلام في العالم، وسبباً في اثارة الفوضى والتوتر وعودة مسلسل العنف الى المنطقة بسبب الاجراءات الاسرائيلية". واضاف ان ما "تنتظره اوروبا هو ان تقرّ الولاياتالمتحدة بعجزها عن ممارسة الضغط بمفردها على اسرائيل، وهكذا تتضافر الجهود الاوروبية والاميركية لاحداث الأثر المطلوب في الضغط على اسرائيل". وشدد على ضرورة "معاودة النظر في الاستراتيجية الفلسطينية بعدما تجمّدت التسوية على جميع المسارات وتعزيز الوحدة الوطنية بناء على برنامج عمل سياسي، يأخذ في الاعتبار الاوضاع التي وصلت اليها العملية السلمية".