} السيد رئيس التحرير تحية طيبة وبعد على الصفحة الثامنة من عدد "الحياة" الصادر في 25 حزيران يونيو 1998 نشرتم تعقيباً بقلم فوزي الحريري على موضوع سابق نشرته "الحياة" ايضاً بقلم طه خليل. ويبدو انه، كلما ادلى احد الكتاب المنضوين في كنف العائلة البارزانية بدلوه في "آبار" القضية الكردية، فلا مناص من الصاق اسم المرحوم "البارزاني" والعائلة البارزانية كلازمة ايقاعية مكررة، والى ما لا نهاية! ... في تعقيبه يقول فوزي الحريري: "ان المؤرخين، وحتى اعداء الشعب الكردي يتفقون، بأنه لولا البارزاني الأب، لما عرف هذا الشعب العريق، فلماذا ولمصلحة من هذه المحاولة اليائسة لتحريف التاريخ؟ …. ان مثل هذه الاحكام الجائرة لا يمكن لأحد ان يجرؤ على اطلاقها … فهو يغمط ويشطب اسماء عشرات القادة الاكراد وزعمائهم، الذين قضوا نحبهم في ميادين المعارك، وليس حتف انوفهم. قادة وزعماء مثل شيخ سعيد بيران الذي اعدمه الاتراك بعد اخماد ثورته في كردستان تركيا، فيما يدوس فوزي الحريري على ذكرى هذا الزعيم الشهيد عندما يمجد قاتليه، ويفتخر بهم قائلاً، في تعقيبه: "ان العلاقة القائمة بين حكومة اقليم كردستان ويقصد حكومة البارزاني، وتركيا، وفي الظروف الحالية للعراق والشرق الاوسط، كانت ولا تزال لمصلحة شعب اقليم كردستان العراق"!. ومن الزعماء الاكراد الذين صمدوا حتى النهاية، وقضوا نحبهم القاضي محمد، رئيس أول جمهورية ديموقراطية كردستانية في ايران، في عهد الشاه، وكذلك الزعيم المحارب سمكو اسماعيل شكاك، الذي دوخ الجندرمة والجيش الشاهنشاهي، وقضى نحبه في ميدان المعركة …. اننا نعتقد ان الدوران الاسطواني المشروخ حول مطاردة القوات التركية لمسلحي PKK حزب العمال الكردستاني داخل اراضي كردستان العراق، بحجة حماية الامن القومي التركي، مجرد اكذوبة عارية عن الصحة. وقد نشرت صحيفتكم الغراء نفسها، وبتاريخ 23/5/1998 تقريراً من مراسلكم في انقرة رشيد غيورديلك، جاء فيه، وبالحرف الواحد "… اكدت تركيا امس ان قواتها باشرت عملية عسكرية جديدة في شمال العراق. وقال نائب رئيس الوزراء بلند اجويد، رداً على سؤال عن الحشود التركية على الحدود مع العراق، انها جاءت استجابة لطلب من قوات مسعود بارزاني"! فهل يدل هذا التصريح الصريح، ومن اعلى مركز في الحكومة التركية، على ان قوات السيد مسعود البارزاني اصبحت جزءاً من القوات العسكرية التركية، ام انها بداية لتحقيق الحلم التاريخي غير الوردي التركي باحياء "ولاية الموصل"؟ ... ان كل هذه الافعال والاجراءات لا تشرف الكردي العراقي الوطني والشريف وتسيء الى الوحدة الوطنية العراقية ووحدة اراضي عراقنا. اما الدفاع، او حتى تبرير الاجتياحات التركية المتكررة لأراضي كردستان العراق، فهو استهانة خيانية بسيادة الوطن العراقي، وانضواء علني في صفوف كتائب "حراس القرى" - القوات الكردية غير النظامية التابعة للجيش التركي.