اعلنت اسرائيل عن احباط عملية مسلحة "كبيرة" عن طريق تفجير سيارة مفخخة في أحد الشوارع الرئيسية في القدس الغربية، قبل ساعات من لقاء وزير الدفاع الاسرائيلي مع أمين سر اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية لاستئناف المفاوضات المتوقفة بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ خمسة عشر شهراً. وقالت الشرطة الاسرائيلية ان النيران اشتعلت في سيارة شحن صغيرة من نوع "فيات" كانت متوقفة في شارع يافا في غرب مدينة القدسالمحتلة، وان سائقها كان يحاول تشغيلها الا أنها انفجرت قبل الموعد المحدد لها الأمر الذي أدى الى اصابته بحروق شديدة في أطرافه نقل على أثرها الى مستشفى هداسا في عين كارم. واستصدرت الشرطة الاسرائيلية قراراً من المحكمة الاسرائيلية يقضي بفرض تعتيم اعلامي ورقابة على تفاصيل الحادث الذي كانت الاذاعة العبرية اعلنت في تقريرها الأولي عنه ان نيراناً اشتعلت بالسيارة نتيجة لتفجر أنابيب غاز في داخلها. وقال قائد الشرطة الاسرائيلية في القدس يئير يتسحاقي ان السيارة التي كان يقودها فلسطيني من الأراضي المحتلة - لم يكشف عن هويته - كانت تحتوي على كمية كبيرة من المواد الخطرة التي لم يفصح عن نوعها، فيما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان السيارة كانت تحتوي على مواد كيماوية وأنابيب غاز وجهاز تشغيل وتحكم. وأكد يتسحاقي للصحافيين انه لم يكن لدى الشرطة معلومات محددة حول عملية مسلحة إلا أن انذاراً عاماً بهذا الخصوص كان قد وصل الى الجهات المختصة. وأضاف ان أحد الاسرائيليين هاتف الشرطة وأبلغهم عن اشتعال النار في السيارة المفخخة التي تم ابطال مفعول شحنتها الناسفة. وقال ان تركيبة السيارة المفخخة التي خطط لتفجيرها في نفس اليوم الذي يصادف ذكرى تنفيذ عملية سوق محنيه يهودا في العام الماضي حسب التقويم العبري "جديدة وغير معروفة للشرطة". وأعلنت أجهزة الأمن الاسرائيلية حال الاستنفار العام واقامت حواجز على مداخل مدينتي تل أبيب والقدس تحسباً لوقوع عمليات مماثلة. وقالت مصادر اسرائيلية ان جهاز الاستخبارات الداخلية الاسرائيلي شين بيت أعلم أجهزة الأمن الفلسطينية بهوية سائق السيارة المفخخة. ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو محاولة التفجير بأنها "خطيرة جداً"، وقال في مؤتمر صحافي عقده فور انتهاء جلسة مجلس الوزراء الاسرائيلي الاسبوعية ان الحادث "يزيدنا اصراراً على مبدأ التبادلية وضمان الأمن للمواطنين الاسرائيليين في أي اتفاق مع الفلسطينيين". الى ذلك قلل مسؤولون فلسطينيون من أهمية لقاء موردخاي - "أبو مازن، وقال نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية انه لا يعتقد ان موردخاي يحمل في جعبته أفكاراً من شأنها دفع المسيرة السلمية الى أمام. وقال شعث في تصريحات صحافية في رام الله إن الفلسطينيين يريدون أن يبلغهم موردخاي بقبول إسرائيل المبادرة الأميركية التي تحتوي على الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، ومن دون ذلك لن يحصل انفراج. غير أن مصادر فلسطينية قالت ل "الحياة" إن اللقاء لن يسفر عن تفجر المواقف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني وإن كان لن ينتج عنه تغيير ملموس في الموقف الإسرائيلي. وتحاول إسرائيل حمل الفلسطينيين على القبول بانسحاب من 10 في المئة فقط من الأراضي الفلسطينية في المرحلة الثانية من إعادة الانتشار، على أن يتم تصنيف ال 3 في المئة المتبقية حسب المبادرة الأميركية التي تنص على انسحاب من 13 في المئة من الأراضي تحت اسم المنطقة "د" وتبقى لإسرائيل فيها السيطرة على البناء والتنظيم، إضافة إلى السيطرة الأمنية على غرار اتفاق الخليل. وتقع هذه الأراضي على جانبي الطرق الالتفافية التي شقتها إسرائيل أو تنوي شقها في المستقبل لضمان "المجال الحيوي للاستيطان" اليهودي ولمنع أي بناء عمراني فلسطيني في محيطها. وقالت الاذاعة الإسرائيلية إن جدلاً ساخناً وقع بين نتانياهو وموردخاي في شأن الخرائط التي أعدّها الجيش الإسرائيلي لإعادة نشر قواته من الأراضي الفلسطينية. وقالت المصادر ذاتها إن نتانياهو أعرب خلال جلسة مجلس الوزراء أمس الأحد عن معارضته وغضبه الشديدين للخرائط التي أعدها الجيش الإسرائيلي بأمر من موردخاي والتي تقضي بانسحاب إسرائيلي من 13 في المئة من الأراضي، الأمر الذي يخالف موقف نتانياهو ووزير البنية التحتية ارييل شارون. وقال نتانياهو إن هذه الخرائط "ستضعف الموقف الإسرائيلي في مفاوضاته مع الفلسطينيين".