سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطة الفلسطينية تعتبره "حادثاً مشبوهاً" وتحذر من مضاعفات "الاعتداءات الاسرائيلية". اصابة 5 فلسطينيين بانفجار في القدس والمواجهة مستمرة مع الجيش في الضفة
تصاعدت حدة التوتر في الاراضي الفلسطينية امس، وذلك بعد انفجار عبوة ناسفة في القدسالشرقية أدت الى إصابة خمسة فلسطينيين بجروح طفيفة، اضافة الى تعرض شاب فلسطيني للطعن في حي يقطنه يهود متطرفون في القدس الغربية. وتواصلت المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، لكن الشرطة الفلسطينية احتوت هذه المواجهات مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وتأتي هذه التظاهرات احتجاجا على مقتل ثلاثة عمال فلسطينيين وإصابة أربعة آخرين برصاص جنود اسرائيليين قرب حاجز تفتيش عسكري على مدخل قرية ترقوميا في منطقة الخليل في الضفة. وحذرت السلطة الفلسطينية، من جهتها، من مضاعفات تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على الفلسطينيين، معتبرة ان حادث الانفجار في القدس "عمل مشبوه"، وطالبت المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. وكان الانفجار وقع في ساعة مبكرة من صباح امس في شارع نابلس في القدسالشرقية قرب باب العامود. وقالت الشرطة الاسرائيلية انها اعتقلت صاحب "البسطة" التي انفجرت العبوة في جوارها، مشيرة الى انها تحقق معه. وصرح قائد الشرطة في القدسالمحتلة يائير يتسحاقي ان التحقيق يتم في كل الاتجاهات، بما في ذلك ان تكون القنبلة من اعداد فلسطينيين لنقلها الى الجزء الغربي من المدينة لاحقا، لكنه لم يستبعد وقوف متطرفين يهود وراء الحادث. وقال: "انها قنبلة صغيرة يراوح وزنها بين 300 و400 غرام، وهي من النوع الذي تستخدمه عموما منظمات ارهابية". وحمّل نبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني اسرائيل مسؤولية الحادث. وقال ان "مسلسل الاعتداءات الاسرائىلية يظهر مدى خطورة التعبئة الاسرائيلية ضد الفلسطينيين". وطالب اسرائيل بوضع حد لهذه السياسة "التي لا تخدم عملية السلام". وفي السياق نفسه، اتهم الامين العام لمجلس الوزراء أحمد عبدالرحمن المستوطنين بالوقوف وراء التفجير، وقال: "ان توقيت القنبلة ومكانها يكشفان الجهة التي تقف وراء التفجير وهي المستوطنون، وذلك بهدف دفع الجيش الاسرائيلي الى التضييق على المصلين في القدس". يذكر ان باب العامود شارع رئيسي يكتظ بالمصلين المتوجيهن الى المسجد الاقصى. واعتبر فلسطينيون عملية الانفجار جزءا من "الاعتداءات الاسرائيلية" ضدهم في المدينة المقدسة والتي زادت حدة في الآونة الاخيرة. وأشار هؤلاء الى تعرض المقدسي حسن كعابنة الى الطعن بسكين على بعد مئات الامتار فقط من المكان الذي وقع فيه الانفجار بعد أقل من 12 ساعة. الى ذلك، عززت قوات الامن الاسرائيلية وجودها في مدينة القدس تحسبا لمواجهات بعد صلاة الجمعة. كذلك وضع الجيش الاسرائيلي في حال استنفار في الضفة حيث انطلقت المسيرات الاحتجاجية بعد صلاة الجمعة، فيما استمرت المواجهات الحامية خصوصا في منطقة الخليل حيث جرح 5 شبان فلسطينيين أحدهم اصيب برصاصة في صدره خلال المواجهات التي شهدها "خط التماس" بين الجزء الذي تسيطر عليه اسرائيل في مدينة الخليل والجزء الخاضع للسلطة الفلسطينية، حسب اتفاق الخليل. كذلك اعلن عن "الموت السريري للطفل سامر كرامه الذي اصيب بعيار ناري في رأسه خلال مواجهات اول من امس التي شهدتها بلدة دورا مسقط رأس العمال الثلاثة الذين قتلوا في حادث ترقويما. وشهدت مدينة نابلس مسيرة شارك فيها نحو عشرة آلاف فلسطيني تلبية لدعوة من حركة "فتح" وشارك فيها اعضاء في الحركات الاسلامية ومنهم "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من مسجد النصر في اتجاه قبر يوسف في قلب المدينة والذي لا تزال قوات الاحتلال تسيطر عليه حيث تحرس طلابا يهودا متدينين يقطنونه على رغم انسحابها من المدينة التي باتت تحت السيطرة الفلسطينية. ورفع المتظاهرون اعلاما فلسطينية واطلقوا هتافات تدعو الى تعميق الوحدة بين حركتي "فتح" و"حماس". وشهدت مدينة بيت لحم ايضا مواجهات مع الجيش الاسرائيلي، اذ توجه عشرات الشبان بعد الصلاة الى قبة راحيل في المدخل الشمالي للمدينة ورشقوا الجنود بالحجارة والزجاجات الحارقة. كذلك شارك نحو 150 فلسطينيا في مسيرة بعد صلاة الجمعة رفعوا خلالها الاعلام الفلسطينية واحرقوا أعلاماً اسرائيلية. من جهة اخرى، رفض أهالي ضحايا حادث ترقوميا اعتذار نتانياهو عن الحادث. وقال الطبيب سمير ابو جنيد لوكالة "فرانس برس": "اعتذار نتانياهو لا يفيد. نحن نريد خطوات عملية لوقف حمام الدم الذي ينفذ بحق الفلسطينيين"، معتبرا ان حكومة نتانياهو "تتحمل مسؤولية هذه المجزرة، فالجنود لا ينفذون عادة الا ما يصدر إليهم من أوامر". باريس في باريس، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ايف دوتريو ان "السلطات الفرنسية قلقة من جراء تصاعد العنف في الضفة وتدعو الاطراف المختلفة الى ضبط النفس". واضاف ان باريس "تدعو الى تحقيق جدي في الحادث، والى اعتماد مدونة سلوك تسمح بتجنب أي تعرض للحياة الانسانية في أي مكان". وعبر عن تعاطف حكومته مع أسر الضحايا، داعيا "السلطتين الفلسطينية والاسرائيلية الى بذل ما في وسعهما لاعادة الهدوء بالرغم من التوتر القائم". وأشاد بالموقف المسؤول الذي اعتمده المسؤولون الفلسطينيون عقب الحادث. وأكد مجدداً انه "في غياب التقدم الملحوظ والسريع على طريق تطبيق الاتفاقات القائمة، فإن الوضع سيبقى مليئا بالمخاطر بالنسبة الى الجميع".