كشف تقرير أعدته لجنة كلفت تحديد حجم الخسائر في ولاية الوحدة في جنوب السودان نتيجة الاقتتال بين الفصائل الجنوبية المتحالفة مع الحكومة، ان أضراراً بالغة أصابت مدينة اللير وأن 49 شخصاً، بينهم أطفال، قتلوا في هذه الأحداث. وقال وزير الشؤون الانسانية في مجلس الجنوب جيمس مابور غاتكوث، الذي شارك في عمل اللجنة، إن "الخسائر فادحة وشملت تدمير السوق ومركزاً مخصصاً لعلاج مرضى الكلازار والسل ومراكز التغذية تدميراً شاملاً، كما تم احراق مناطق مختارة في المدينة بنسبة 60 إلى 70 في المئة". وأضاف في تصريحات صحافية في الخرطوم أمس ان المساكن والمحلات التجارية وحظائر الأبقار التي أحرقت بلغ عددها 5411 موقعاً، فيما بلغ عدد القتلى 49، بينهم أطفال ونساء. وأوضح أن توصيات اللجنة دعت إلى الإسراع بتشكيل اللجنة الفنية العسكرية المشتركة لبدء اتصالات عاجلة مع طرفي النزاع، وهما قوات فاولينو ماتيب الموجود حالياً في الخرطوم، والدكتور رياك مشار مساعد رئيس الجمهورية رئيس مجلس الجنوب لوقف المواجهات. ودعت اللجنة في تقريرها الذي رفعته إلى النائب الأول للرئيس السيد علي عثمان محمد طه إلى تشكيل لجنة تقصي حقائق في شأن الأحداث بغرض تحديد المسؤولية وإعادة الأموال والابقار المنهوبة. وطالب التقرير أيضاً بعقد مؤتمر جامع على مستوى الولاية تشارك فيه الفعاليات المختلفة لتحقيق الاستقرار في الولاية وإزالة الخلاف بين أبناء المنطقة وإغاثة المتضررين والنازحين الذين احرقت منازلهم. وأشارت صحيفة "أخبار اليوم" ان الخسائر التي أوردها التقرير تركز فقط على محافظة اللير، ولم تتضمن محافظة ريكونا التي شهدت أيضاً قتالاً ضارياً بين مجموعتي فاولينو ومشار. واتهم فاولينو القوات التي يقودها مشار ب "المبادرة بالهجوم" على قواته في معسكرات ريمناغلي وأورنكي وألفي قرب مدينة بانتيو، مؤكداً ان قواته "قاتلت دفاعاً عن نفسها، وأنها تلتزم الآن الهدوء وفقاً لتوجيهات رئاسة الجمهورية التي أمرت بوقف اطلاق النار إلى حين حسم القضية". ونفى فاولينو بشدة ان تكون قواته دمرت أي منشآت حكومية أو استثمارية، واعتبر اتهام قواته بهذه الأعمال نوعاً من "الكيد السياسي". وقال إن مشار "لم يعد محايداً في الصراع وأضحى طرفاً رئيسياً فيه على رغم ان منصبه كرئيس لمجلس التنسيق يحتم عليه الحياد". وأشار إلى أن قوات مشار "ظلت تخرق اتفاقات وقف النار منذ ان كان الزبير محمد صالح النائب الأول للرئيس السوداني". وقتل صالح في حادث تحطم طائرة العام الماضي. وعن مساعي الصلح مع مشار، قال فاولينو: "لم يصلنا حتى اليوم اخطار رسمي بعقد لقاء مع مشار"، مؤكداً أنه يرحب باللقاء لحل الأزمة سلماً من واقع التزامه اتفاق الخرطوم للسلام الذي وقعته ستة فصائل جنوبية مع الحكومة السودانية. وكان مشار شكا في رسالة بعث بها للرئيس عمر البشير، وتلقت "الحياة" نسخة عنها، من دعم عسكريين سودانيين لفاولينو، وطالب الحكومة بالوقوف إلى جانبه.