أين سيقضي زعماء العالم الكبار اجازاتهم السنوية؟ وكيف سيمضونها؟ سؤالان فضوليان ولكنهما طريفان يثيران خيال الناس في كل مكان. لذلك جندت صحيفة "واغينز منيهتر" السويدية مراسليها في العواصم الكبرى للكشف عن "مخططات" قادة العالم بشأن اجازاتهم الصيفية في الموسم الحالي. الرئيس بيل كلينتون اختار مع زوجته هيلاري وابنتهما تشيلسي الطالبة في جامعة ستانفورد، تمضية العطلة في جزيرة فينيارد الواقعة الى الجنوب من ولاية ماساشوستس التي توصف بأنها "جنة الأغنياء" لروعة جمالها ولا يدخلها سوى كبار الأثرياء. وبيل كلينتون ليس من هذه الطبقة ولكنه سيحل ضيفاً استثنائياً على الجزيرة وعلى صديقه الملياردير ريتشارد فريدمان من ولاية بوسطن الذي جنى ثروته من التجارة والاستثمار في الحقل العقاري ويملك قصراً فارهاً في الجزيرة سيحتله الرئيس لمدة اسبوعين فقط من شهر آب اغسطس المقبل لأنه لا يستطيع الغياب عن مكتبه في البيت الأبيض مدة أطول بسبب مشاغله. ومن المعتاد أن يمضي كلينتون وأسرته عطلتهما في المشي والرياضة والسباحة شأنه شأن معظم القادة. بيد أن ما يتميز به عن الآخرين هو القراءة. اذ سيصحب معه كمية من الكتب لمطالعتها، لأنه وزوجته لا يمكنهما التخلي عن هذه الهواية. وسيكون في برنامج الرئيس استقبال عدد من الأصدقاء الحميمين الذين يتعذر الالتقاء بهم خلال أوقات العمل في واشنطن. أما بالنسبة الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك فسيطير الى جزيرة لازينيون في المحيط الهندي، وهي جزيرة خاضعة للسيادة الفرنسية مثلها مثل كورسيكا أو باريس على رغم البعد الشاسع بينها وبين التراب الفرنسي. سينزل الرئيس وزوجته في فندق سانت اليكسس في مدينة سانت جيل. ويتألف برنامج هواياته من الاستمتاع بالشمس والتمدد على الشاطئ وتسلق الجبال البركانية التي تحتويها الجزيرة، وزيارة القصور القديمة التي تعود الى مئات السنين. إلا أن متعة شيراك لن تكتمل لأن جدول استقبالاته لعدد من الرؤساء الأجانب يحتم عليه اختصار اجازته والعودة الى قصر الاليزيه في باريس. وثمة استقبالات أو لقاءات ستتم على أرض الجزيرة نفسها، وفي قصورها، ما يعني أن هموم العمل الرئاسي ستتعقبه الى هناك. الرئيس الروسي بوريس يلتسن يعتبر روسيا أجمل بلاد الدنيا ويرفض استبدالها بأي بلد آخر لقضاء اجازته، ولذلك سيقضي اجازته في استراحته الرئاسية في سوشي المطلة على البحر الأسود حيث يمارس هوايته المفضلة السباحة وصيد السمك. وسيجد الرئيس وقتاً للتنقل بين الاستراحات الأخرى المتناثرة بين ضواحي موسكو وسانت بطرسبرغ وكاريلين. ولكن بسبب المرض الذي يعتريه فإن الرئيس يلتسن سيخضع لرقابة صارمة من أطبائه المرافقين ولن يكون بوسعه ممارسة الكثير من هواياته الشخصية كالشراب والسهر والسباحة. وسيكتفي بالاستماع للموسيقى وقراءة الروايات ومشاهدة الأفلام الكلاسيكية الطويلة، وهذه الأشياء الثلاثة من صميم هواياته القديمة، وسيحرص "الجد" يلتسن على اصطحاب حفيده "جلب" كي يلهو معه ويداعبه. وفوق ذلك كله فهو يحرص على العمل يومياً لمدة ساعتين لمتابعة شؤون الامبراطورية الواهنة أيضاً. أما رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير فهو مثل سائر الانكليز متيم بايطاليا وطبيعتها واطلالتها المتوسطية الحارة. وهو قرر هذا العام تمضية اجازته في توسكانا. وقد وضع صديقه الوزير جيفري روبنسون تحت تصرفه داره فيللا جميلة يملكها هناك. ومعروف عن بلير حبه للسباحة والتنزه في البحر على اليخوت والزوارق. وهو شغوف أيضاً بالموسيقى، خصوصاً البوب، وكذلك الاستمتاع بالشمس والطبيعة. ولا يدع فرصة سانحة الا ويستغلها، وقد شوهد في أثناء زيارات العمل التي قام بها الى اسبانيا "يسرق" بعض الساعات القليلة لممارسة هذه الهوايات على شواطئ المتوسط. المستشار الألماني هيلموت كول ذو مزاج عاطفي من نوع خاص مختلف عن نظرائه، فهو في هذا العام، مثل معظم الأعوام، يقضي اجازته الصيفية في شقة صغيرة عنوانها: 34 A من شارع موندستراسى تقع في منطقة سانت جيلجن بالقرب من بحيرة "وولفغانجسي" في النمسا. وهي الشقة نفسها التي قضى فيها شهر العسل مع زوجته هانلور عندما كان في الثامنة والعشرين من عمره قبل حوالى أربعين سنة. ويقول كول انه يسافر كثيراً في زيارات عمل رسمية طوال العام منذ حوالى عشرين سنة، ولذلك فهو لا يحتاج الى المزيد من السفر لقضاء اجازة الصيف، بل يحتاج الى الخلود الى الراحة والبعد عن الطيران. ويقول انه على ضفاف تلك البحيرة النمساوية الرائعة يستمد الطاقة ويجدد الحيوية لكي يعود الى متابعة مهامه الشاقة، لا سيما هذا العام حيث تنتظره انتخابات حاسمة وخطرة قد تسفر عن اغلاق ملف رحلته السياسية الطويلة. الهواية الأولى للمستشار هي السباحة الى حد "ان مايوه السباحة لا يغادر حقيبة ملابسه" في جميع رحلاته. وهو يعتمد على السباحة في وضع حد لزيادة وزنه المستمرة. ولا يطيق كول كاميرات الصحافيين التي تحاول تعقبه واقتناص صور مثيرة له وهو في لباس السباحة بسبب ضخامة جسده. ولكنه في الوقت نفسه يحد كثيراً من الحراس الشخصيين في أثناء اجازته السنوية ويفضل قضاءها مثل معظم المواطنين العاديين يتذكر شهر عسله وشبابه قبل أربعين سنة!