باريس - أ ف ب، رويترز - أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس عن سروره لفوز المنتخب الفرنسي "الثلاثي الالوان والمتعدد الالوان" بكأس العالم لكرة القدم بعدما قدم "صورة جيدة لفرنسا ولقيمها". وأضاف شيراك فى حديث صحافي بمناسبة العيد الوطني الفرنسي "إنه رمز للتضامن والتلاحم". واعتبر شيراك أن مدرب المنتخب الفرنسي ايميه جاكيه "يجسد افضل ما في الرجل الفرنسي. فهو رجل ودود ومتسامح وحازم". الجبهة الوطنية المتطرفة وانضمت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة الى ركب الاحتفالات بالفوز بكأس العالم للرد على القائلين أن فوز المنتخب الفرنسي الذي يضم مجموعة لاعبين من أصل غير فرنسي صفعة على وجه هذه الجبهة المناهضة للمهاجرين. وقالت الجبهة في بيان: "تعرب الجبهة الوطنية عن سعادتها لأن هذا الفوز أدخل الأمل والبهجة على قلوب الفرنسيين وساعدهم على اعادة اكتشاف حماسهم الوطني ونشيدهم الوطني وعلم بلادهم". ولم يكن جان ماري لوبن زعيم الحزب الشهير بتصريحاته المثيرة للجدل من مشجعي المنتخب. وفي العام 1996 اقترح ان يضم المنتخب لاعبين من اصل فرنسي فقط لأن الفريق الحالي يضم لاعبين "اجانب" لا يعرفون "حتى كلمات النشيد الوطني الفرنسي". واضافت الجبهة في بيانها "إنه فوز جميل ونشكر الفريق الذي يضم ممثلين من الجاليات بفرنسا". ونجم المنتخب زين الدين زيدان الذي يطلق عليه المشجعون اسم "زيزو" ولد في مرسيليا لأب وأم جزائريين مهاجرين. واشار بيان الجبهة الى ان زيدان هو "ابن الجزائر الفرنسية"، وهذا تعبير تستخدمه الجبهة كثيراً للاشارة الى حنينها الى ماضي فرنسا الاستعماري في الجزائر. وأصبحت اعمال الشغب وفوضى السفر والخلافات حول تذاكر المباريات في طي النسيان، والمهم ان الفوز بكأس العالم دفع مراقبين الى القول انه قد يكون من العوامل التي تساعد على توحيد البلاد لمواجهة ازماتها الاجتماعية والاقتصادية، والهدفان اللذان سجلهما زيدان أشبه بضربة لليمين المتشدد وموقفه المناهض للاجانب. وعلّق شاب فرنسي من اصل شمال افريقي موجهاً كلامه لجان ماري لوبن الجبهة الوطنية "فازت فرنسا بكأس العالم وخسر لوبن". ويختلف الوضع الآن تماماً عما كان عليه قبل اربعة اسابيع عندما شكك منتقدون فرنسيون في قدرة المنتخب على فرض نفسه وعلى تجاهل الكثيرين من الفرنسيين للبطولة. واستغل عمال النقل وطيارو شركة طيران "اير فرانس" اكبر نهائيات تقام خلال القرن الحالي كوسيلة للتفاوض عندما قاموا بإضرابات استمرت حتى لحظة انطلاق البطولة في 10 حزيران يونيو. لكن بعد حل مشكلة الاضرابات واجه المنظمون مشكلة جديدة تتمثل في بيع تذاكر كأس العالم، ووجد كثير من المولعين بكرة القدم صعوبة في الحصول على التذاكر لأن المنظمين خصصوا الجزء الأكبر للفرنسيين واشتكى مشجعون من شتى انحاء العالم من فشلهم في شراء تذاكر او الوقوع فريسة لبائعين وهميين. وبدأ خطر جديد يهدد الامن العام بعد ان قام مشاغبون انكليز مخمورون باعمال شغب في مدينة مرسيليا الجنوبية قبل واثناء وبعد مباراة فريقهم في الدور الاول امام تونس ونشبت معارك استخدمت فيها مقاعد ومدي وزجاجات وقطع زجاج، وأشعلت النيران في سيارات وتعرض المارة لهجوم. انتصار لبلاتيني وقد يكون زين الدين زيدان نجم المباراة النهائية مع ديدييه ديشان الذي رفع الكأس عالياً امام الفرنسيين، الا ان البطولة في نهاية الامر انتصار شخصي لميشال بلاتيني رئيس اللجنة التنظيمية. واعاد بلاتيني الى الاذهان لمحات من ايامه الماضية عندما كان قائداً للمنتخب، اذ ظهر بنفس طموحه واصراره ورغبته في تحقيق غير المتوقع. وحضر بلاتيني العديد من المباريات وكان يصافح لاعبين ومسؤولين وحكاماً ورؤساء وفود ومشجعين وصحافيين ليرحب بالجميع في فرنسا وفي كأس العالم، واستخدم سيارات وطائرات ليطوف البلاد حيث تابع اكثر من 50 مباراة من أصل 64 ولم يحضر اي شخص آخر هذا العدد. وقبل المباراة النهائية اقنع بلاتيني كبار الشخصيات التخلي عن ربطة العنق والتصرف كمشجعين عاديين وارتدى هو نفسه قميص المنتخب الفرنسي وجلس بجوار الرئيس شيراك وكان يقفز من مكانه كلما أحرزت فرنسا هدفاً. وعندما انضم بلاتيني الى اللجنة المنظمة منذ خمسة اعوام اعتبر كثيرون وجوده رمزياً لأنه غير مختص بالادارة والتنظيم، وهو نفسه قال "أنا ماهر في الملعب لكنني لست ادارياً". بيد ان بلاتيني اخطأ في ذلك عندما أثبت ان لديه العديد من الافكار والطاقة والاصرار، وفوق كل ذلك أراد ان ينظم كأس عالم مختلفة وان يصبغها بصبغة فرنسية خصوصاً المواطن العادي الذي يحب اللعبة. واثارت افكار بلاتيني بعض الدهشة، فقد كان صاحب فكرة اجراء قرعة النهائيات في ملعب كرة قدم لأول مرة. وهبت رياح باردة على مرسيليا آنذاك اذ ان القرعة أجريت في ليلة من ليالي كانون الاول ديسمبر وكانت هناك مخاوف ان يؤثر ذلك على الاحتفال ولكن الحظ حالف بلاتيني. ومن أفكاره ايضاً ان تسافر الفرق في شتى انحاء البلاد في الدور الاول اذ خاض كل فريق مباراة من مبارياته الثلاث في مدينة مختلفة. ونجاح بلاتيني في تنظيم كأس العالم قد يكون له ثقله في عالم كرة القدم اذ انه قد يصبح الآن مديراً في الاتحاد الدولي للعبة