طوكيو - أ ف ب - قدم رئيس الحكومة اليابانية ريوتارو هاشيموتو استقالته أمس بعد الهزيمة النكراء التي مني بها حزبه في انتخابات نصفية أجريت أول من أمس لمجلس الشيوخ بسبب احجام الناخبين عن التصويت له لسوء ادارته للازمة الاقتصادية. وقال هاشيموتو 60 عاماً، الذي ظهر في مؤتمر صحافي عقده إثر اجتماع لقيادة الحزب المحافظ وقد بدا الارهاق والحزن على وجهه، ان "كل ما حصل هو نتيجة خطأ مني". وتابع، بعد بضع ساعات من اعلان النتائج الرسمية للانتخابات التي اكدت الخسارة الكبيرة لحزبه، الليبرالي الديموقراطي: "انني اتحمل مسؤولية الهزيمة الكبيرة" للحزب، مضيفا ان "كل هذا يعود الى نقص قدراتي". واجمعت الصحافة اليابانية على وصف هذه الهزيمة الانتخابية بأنها اعلان مقاطعة من قبل الشعب الياباني ازاء حكومة هاشيموتو المتهمة بالمسؤولية عن تفاقم الازمة. وكانت المشاركة في الانتخابات مرتفعة في شكل استثنائي اذ بلغت 8،58 في المئة من المسجلين في اللوائح الانتخابية. ومنذ مساء الاحد لم يتبق أمام هاشيموتو أي خيار سوى الاستقالة بعدما اتضح حجم الكارثة التي اصيب بها حزبه. ولا يزال الحزب الليبرالي الديموقراطي، الموجود في الحكم منذ 43 عاما، باستثناء فترة عشرة أشهر في 1993 و1994، يسيطر على الغالبية في مجلس النواب، وهو الأهم بين مجلسي البرلمان الياباني دييت. لكن خسارته لمجلس الشيوخ تشكل ضربة قاسية له لانها تؤثر في سلطته وتشجع المعارضة غير الشيوعية. وأشار الامين العام للحزب الليبرالي الديموقراطي كواشي كاتو الى ان الفائزين في الانتخابات من الحزب سيجتمعون في الحادي والعشرين من الشهر الجاري لاختيار خليفة لهاشيموتو. وسيقوم هذا الاخير وحكومته بتصريف الاعمال الى حين تعيين حكومة جديدة وحلفها اليمين أمام البرلمان، وهو ما يمكن ان يحصل في نهاية الشهر الجاري. من جهة أخرى ألغى هاشيموتو زيارة رسمية إلى فرنسا والولايات المتحدة كان مقرراً ان يقوم بها الاسبوع المقبل. ومن بين 61 عضواً كانوا يمثلون الحزب في مجلس الشيوخ السابق تمكن 44 فقط من الاحتفاظ بمناصبهم في انتخابات الاحد وهي نتيجة أقل من التوقعات الاكثر تشاؤما بالنسبة الى هذا الحزب الذي كان يأمل على الأقل في الاحتفاظ بقوته كما هي في المجلس. وتمكن الحزب الديموقراطي وهو اكبر احزاب المعارضة من تحسين موقعه بشكل واضح اذ حصل على 27 مقعداً بعد ان كان يملك 18 فقط في المجلس السابق. اما الحزب الشيوعي فانه حصل على اكثر من ضعف عدد المقاعد التي كانت له في المجلس المنتهية مدته اذا حصل على15 مقعدا مقابل 6 مقاعد سابقاً. ويرأس هاشيموتو الحكومة منذ كانون الثاني يناير 1996. ويتوقع ان يخلفه في رئاسة الحكومة احد اثنين من ابرز شخصيات الحزب الليبرالي الديموقراطي، هما الامين العام السابق للحكومة سييروكو كاجيياما 72 عاماً ووزير الخارجية كييزو اوبوشي 61 عاماً. وبدا واضحاً ان هاشيموتو دفع غالياً ثمن تردده في المجال الاقتصادي الذي ادى في رأي خبراء كثيرين الى اغراق ثاني اكبر اقتصاد في العالم في اخطر ركود اقتصادي يشهده في تاريخه. ومع ارتفاع معدل البطالة وعمليات الافلاس الكبيرة ووصول الكثير من المصارف الى حد الافلاس وانهيار معنويات اصحاب الشركات، ادرك اليابانيون تدريجيا حجم الأزمة التي تمر بها بلادهم التي كانت لفترة خلت مثالا للنجاح الاقتصادي في العالم. وأعربت الأوساط الاقتصادية اليابانية عن خشيتها من الاضرار التي يمكن ان تسببها هذه الهزيمة على اجراءات تنشيط الاقتصاد واصلاح النظام المصرفي الياباني. واعتبر تاكاشي ايماي رئيس جمعية "كايدانرين"، وهي اكبر جمعية لارباب العمل اليابانيين، ان نتيجة الانتخابات تعكس ارادة الناخبين في ان تعتمد الحكومة بسرعة "اجراءات سياسية صارمة من اجل الخروج من حال الكساد". واضاف ان "على اليابان تفادي الفراغ السياسي باي ثمن نظرا لخطورة الوضع".