اظهرت النتائج الرسمية للانتخابات اليابانية التي نشرت صباح امس ان المعارضة اليابانية من الوسط حققت تقدما طفيفا على الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء المحافظ جونيشيرو كويزومي. واستبعد رئيس الوزراء الياباني الاستقالة، كما احتفظ الحزب الليبرالي الديموقراطي وحليفه في الحكومة، حزب (كوميي الجديد)، الصغير الذي يتمتع بنفوذ كبير، بالغالبية داخل مجلس الشيوخ. وبحسب هذه النتائج، فان الحزب الليبرالي الديموقراطي حصل على 49 من اصل 121 مقعدا جرت الانتخابات لتجديدها، في حين حصل منافسه الرئيسي، الحزب الديموقراطي الياباني، على 50 مقعدا. وقد دعي اليابانيون الاحد لتجديد 121 مقعدا من اصل 242 يتألف منها مجلس الشيوخ (بينها 48 بحسب النظام النسبي). واعتبرت الانتخابات بمثابة استفتاء على سياسة الاصلاحات التي ينتهجها رئيس الوزراء. ولو حصل كويزومي على اقل من 45 مقعدا لكان عليه ان يواجه الهزيمة على الارجح. وكانت استطلاعات الرأي التي اجريت قبل الانتخابات رجحت حصول الحزب الليبرالي الديموقراطي على 48 صوتا. واعرب كويزومي عن طموحات متواضعة نسبيا عندما توقع الفوز ب 51 مقعدا (مقابل 50 في مجلس الشيوخ المنتهية ولايته). وكان قد فاز ب 66 مقعدا في انتخابات مجلس الشيوخ في يوليو 2001. وفي النهاية بات للحزب الحاكم منذ نصف قرن تقريبا من دون انقطاع، 115 مقعدا (ناقص مقعد واحد) ولحزب كوميي الجديد 24 (زائد مقعد واحد) وللديموقراطيين 82 (زائد 12 مقعدا) في مجلس الشيوخ الجديد. ووصلت نسبة المشاركة في الانتخابات الى 57ر56%، اي عمليا النسبة نفسها (+13ر0% نقطة) التي سجلتها في انتخابات مجلس الشيوخ في 2001. واقر الامين العام للحكومة هيرويوكي هوسادا انه استفتاء قاس جدا، مؤكدا في الوقت نفسه ان النتيجة لن تؤثر على سياسة الاصلاحات التي ينتهجها الائتلاف الحكومي، قائلا اننا وسط اصلاحات هيكلية وعلينا مواصلتها بقوة. من جانبه اعتبر رئيس الحزب الديموقراطي الياباني كاتسويا اوكادا المعروف بجديته واستقامته ان تراجع التأييد لسياسة كويزومي قد بدأ. في الغضون رحبت الاسواق المالية بنتيجة انتخابات مجلس الشيوخ وبدت مطمئنة الى تمكن كويزومي من الحد من الخسائر والبقاء في السلطة على الرغم من التراجع في الانتخابات. في المقابل، كانت الصحافة قاسية جدا معتبرة ان اليابانيين حملوا رئيس الوزراء على دفع ثمن تصلبه. وقالت ان كويزومي خرج ضعيفا من الانتخابات. ورأت صحيفة (يوميوري) المحافظة والواسعة الانتشار في اليابان من المؤكد ان كويزومي سيواجه صعوبات في قيادة الحكومة في مياه سياسية مضطربة. ويتوقع ان يجري كويزومي تعديلا وزاريا على حكومته في سبتمبر.