لا تنطبق عبارة «ماد إن شينا» (صُنِعَ في الصين) على منتَج صيني أكثر من انطباقها على كتاب «الابتكار طريقنا إلى الفوز» الصادر عن مؤسّسة الفكر العربي، وهو كتاب وضعه مفكّرون صينيون ونقله إلى العربية مترجمون صينيون، وهو الكتاب الصيني الثالث الذي خصّصته المؤسّسة في سلسلة كتابها الشهري «معارف» لتزويد القارئ العربي بالمعارف الأساسية التي تتيح له فهم التقدّم الصيني الذي نقل بلاد كونفوشيوس والعم ماو من مصاف الدول المتخلفة إلى طليعة الدول المتقدّمة، وبقيت آليات هذا الانتقال وأسرار العمل الفردي والجماعي في الصين التي حوّلتها إلى أول بلد صناعي في العالم. الكتاب يقع في 190 صفحة وهو عبارة عن تسع محاضرات ألقاها خبراء كل في ميدانه المعرفي المتخصّص. لكن هذه الميادين كلها تنتمي إلى العالم الصناعي والتكنولوجي ولا سيما مجال المبتكرات الرقمية والمعلوماتية. جمهور هذه المحاضرات واسع، يجمع فئات متنوعة من العاملين المهتمين بشؤون الابتكار التكنولوجي والفني، بينهم متخصصون في ميادين الابتكار التكنولوجي المتعددة، وطلاب مبتدئون يسيرون في معارج هذا الطريق... أما القارئ العربي فيفيد من المحاضرات بعدما بات العرب يهتمّون بتجارب الشعوب والأمم الأخرى في مجال النهوض العلمي والتكنولوجي، خصوصاً تكنولوجيا الاتصالات والمعلوماتية، التي تحتل الجانب الأوسع في محاضرات الكتاب، وبعدما تكاثر عدد الطلاب والباحثين العرب سواء في جامعاتنا العربية أو في الجامعات الأجنبية، وتزايد عدد المجلّين بينهم وبتنا نلاحظ أسماء باحثين عرب تبرز في مجالات علمية وتكنولوجية شتى.