طهران - أ ف ب - اعتبر مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي أمس ان الاقتراحات التي قدمتها واشنطن لتطبيع علاقاتها مع طهران تتصف ب "النفاق" وتنم عن "تحليل سيئ للوضع الداخلي في ايران". وقال خامنئي في كلمة لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف: "طالما بقيت ايران بلداً اسلامياً محافظاً على موقف صلب في شأن القضية الفلسطينية، فإن العداء مع الولاياتالمتحدة سيستمر". وشدد على أن أجهزة النظام والدولة في ايران وعلى رأسها البرلمان والرئيس محمد خاتمي متحدة في "المعسكر نفسه" في ما يتعلق بالتطبيع مع أميركا. وخاطب خامنئي اعضاء الحكومة والسلطة القضائية ومجلس الشورى وسفراء الدول الاسلامية في ايران قائلا ان "اللهجة الاكثر لطفاً ظاهرياً لما سمعناه أخيراً من واشنطن تعكس سياسة منافقة وتحليلاً سيئاً للوضع الداخلي في ايران". وهذا اول رد مباشر لخامنئي على دعوة الرئيس الاميركي بيل كلينتون ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت منتصف حزيران يونيو الماضي الى بدء تطبيع العلاقات مع ايران. وقطعت العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في نيسان ابريل 1980 اثر احتجاز موظفي السفارة الاميركية في طهران رهائن اثناء الثورة الاسلامية. وندد خامنئي بسياسة الولاياتالمتحدة ازاء اسرائيل مؤكداً ان "الاميركيين ليسوا مؤهلين لدور الوسيط في الشرق الاوسط لانهم ليسوا محايدين". وزاد: "لو توقفت قوى الاستكبار وعلى رأسها الولاياتالمتحدة عن دعم مغتصبي فلسطين فان النظام الاسرائيلي لا يمكنه ان يعيش، وكون ايران دولة اسلامية ولها موقف حازم من فلسطين هما السببان الرئيسيان لعداء الولاياتالمتحدة للأمة الايرانية والثورة الاسلامية". وتابع ان "الحقيقة في ايران هي ان الحكومة ورئيس الجمهورية ومجلس الشورى والجهاز القضائي والشعب متحدون فعلاً وفي المعسكر نفسه من اجل مقاومة حازمة للأعداء الذين يسعون الى كسر وحدتنا". يذكر أن معظم قادة النظام الايراني رد في شكل معتدل على الدعوات الاميركية الى التطبيع. وحيا الرئيس محمد خاتمي "اللهجة الجديدة" التي تحدثت بها واشنطن مطالباً بأعمال ملموسة لتقويم "صدقية" الولاياتالمتحدة. ولمح خاتمي ووزير الخارجية كمال خرازي الى ان طهران تنوي تقديم رد على الاقتراحات الاميركية. وقال خرازي في الثالث من تموز يوليو: "اذا كان ضرورياً سنفصل موقفنا اكثر ونحن ندرس حالياً الأمر قبل الرد". ودعا خاتمي في كانون الثاني يناير الماضي الى تنشيط المبادلات الثقافية والرياضية والصحافية بين البلدين، لكنه لم يذهب الى حد قبول اجراء مناقشات رسمية بين الحكومتين.