حملت "هيئة شؤون الأنصار" الموالية لزعيم حزب الأمة المعارض رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي، في شدة على الحكومة السودانية أمس خلال خطبة الجمعة في أم درمان، وحذرت من حصول "فتنة" إذا استمر اعتقال عدد من قادتها وإذا استمرت في "استفزاز الطائفة". من جهة أخرى، قررت هيئة القيادة في "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض عقد اجتماع في القاهرة نهاية الشهر الجاري بعد تأجيل استمر شهرين لضمان مشاركة رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق. وقالت مصادر في المعارضة ان قرنق اكد لرئيس "التجمع" رئيس الحزب الاتحادي السيد محمد عثمان الميرغني وللمسؤولين المصريين انه سيشارك في الاجتماع، وطالب بترتيب لقاءات مع مسؤولين في وزارة الخارجية لإبلاغهم تطورات الموقف في جنوب السودان والاتصالات الجارية والحكومة السودانية. واضافت المصادر نفسها، ان الميرغني سيعود الى القاهرة بعد منتصف الشهر الجاري لإعداد الترتيبات النهائية للاجتماع الذي كان مقرراً عقده في 27 أيار مايو الماضي. وفي الخرطوم، حذرت "هيئة شؤون الأنصار" الحكومة السودانية من حصول فتنة في البلاد "إذا استمر التمادي" في ما سمته "استفزاز جماهير طائفة الأنصار" وإذا تواصلت الاتهامات واعتقال الأمين العام للهيئة عبدالمحمود أبو والقيادي البارز في الطائفة الحاج عبدالرحمن نقدالله. وجاء هذا التحذير في خطبة الجمعة في مسجد ودنوباوي في حضور حشد كبير من أنصار الصادق المهدي. كما جددت الخطبة التي ألقاها أحد أئمة المسجد آدم أحمد يوسف ادانة أسلوب العنف والتفجير. وانتقدت الخطبة الحكومة السودانية بشدة واتهمتها ب "فبركة أحداث التفجيرات الأخيرة والاعترافات من أجل التضييق على الأنصار وتصفية القياديين البارزين، خصوصاً أبو ونقد الله". وقال إمام المسجد "ان الأنصار التزموا الحوار الموضوعي ونقد الحكومة عبر منبرهم". وطالب خطيب الأنصار باطلاق كل من أبو ونقدالله وثلاثة آخرين هم عوض وعلي السر وعلي عبدالرحيم. وعرض ما سماه "المضايقات والملاحقات التي تعرض لها الأنصار منذ مجيء هذه الحكومة". وقال "لقد تعرض قادة الأنصار ورموزهم للتشهير والاتهامات الجائرة"، وأشار الى مواقف أنصار المهدي السابقة "في الكفاح ضد الاستعمار". واتهم الحكومة "بتحويل البلاد الى ساحة للحرب الأهلية والفتن القبلية". وسرد بعض حوادث العنف التي نفذها اسلاميون متشددون في أم درمان وود مدني والجريف. وأشاد خطيب الأنصار بزعيمهم السيد الصادق المهدي وسط مقاطعة المصلين للخطبة بالتكبير والتهليل. وعلى الصعيد نفسه، أعلن وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين ان كل الاتهامات التي اعلنتها الحكومة واعترافات المتهمين بتنفيذ التفجيرات اعلنت أمام الرأي العام ووسائل الاعلام وأن المعنيين بالأمر موجودون ويمكن استفسارهم وكذلك ستعلن كل الحقائق قبل تشكيل المحاكم. أما وزير العدل النائب العام علي محمد عثمان ياسين فأعلن ان قانون مكافحة الارهاب جاهز لعرضه أمام مجلس الوزراء لاقراره. من جهة أخرى، تلقى رئيس "قوات التحالف السودانية" العميد عبدالعزيز خالد، الموجود في القاهرة حالياً، مساء اول من امس نبأ وفاة أحد قادة "التحالف" العميد عبدالعزيز النور في احد المستشفيات في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. ويتوقع ان يلتقي خالد في القاهرة عدداً من المسؤولين المصريين لإبلاغهم التطورات في الجبهة الشرقية السودانية في ضوء العمليات التي نفذتها قواته اخيراً ضد القوات الموالية للحكومة السودانية. من جهة أخرى، التقى وزير النقل والمواصلات المصري سليمان متولي نظيره السوداني لام اكول امس وبحثا في تعزيز التعاون بين البلدين في قطاع النقل وامكان تقديم المساعدات الفنية والخبرة المصرية في مجال السكك الحديد للجانب السوداني. كما بحثا في حجم الحركة الجوية بين البلدين والتي ينظمها اتفاق النقل الجوي الموقع عام 1963. ويتم حالياً تشغيل ثلاث رحلات ركاب ورحلة بضائع عبر "شركة مصر للطيران بين القاهرةوالخرطوم اسبوعياً، وكذلك ثلاث رحلات مقابلة ل "شركة الخطوط السودانية". ولفت متولي الى انتظام تشغيل الخط الملاحي لنقل الركاب والبضائع بين اسوان ووداي حلفا بعد تشغيله في شباط فبراير الماضي "وسيلة ربط منتظمة بين القطرين الشقيقين". ويعتبر النقل النهري أرخص وسائل النقل بين البلدين.