بلفاست - رويترز، أ ب - تفاقمت الازمة في ايرلندا الشمالية أمس بعدما اشتبك بروتستانت مع الشرطة وحذرت جماعة "اورانج اوردر"، وهي أكبر تنظيم للبروتستانت، من انها قادرة على "شلّ" الاقليم اذا لم تسمح لها السلطات بمواصلة مسيرة متوقفة منذ أيام عبر حي كاثوليكي. وذكر التلفزيون البريطاني ان مزيدا من قوات المظليين وصلت الى ايرلندا الشمالية في ساعة مبكرة صباح امس. في مقابل ذلك شدد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على سيادة القانون في ايرلندا الشمالية ووصف الهجوم على القوات البريطانية بأنه غير مقبول. وقال، في تصريحات الى هيئة الاذاعة البريطانية، انه لا يزال يسعى الى التوصل الى اتفاق على حل لمسيرة البروتستانت. وناشد جميع الذين صوتوا، وهم الغالبية، في ايار مايو الماضي لمصلحة اتفاق السلام بأن يتوصلوا الى اتفاق في هذا الخصوص. واعتبر ان القانون فوق الجميع "وهذا ما يجب ان نفرضه من دون خوف او تنازل، فإننا لا نستطيع ان نسمح بأن تتعرض شرطتنا وقوات أمننا الى الاعتداء من أي كان". ومنعت السلطات جماعة "أورانج" من مرور مسيرتها السنوية التقليدية المرتبطة بحدث تاريخي عبر طريق غارفافي في منطقة بورتاداون خشية تعطيل اتفاق السلام الذي أبرم في نيسان ابريل الماضي. وأفادت تقارير ان ثلاثة من عناصر الشرطة اصيبوا عندما القت حشود غاضبة قنبلتين في بورتاداون على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب غربي بلفاست وعولج الثلاثة في مستشفى متنقل للجيش في مكان قريب. كما أصيب شرطي آخر بحجر. وشق المحتجون طريقهم عبر الاسلاك الشائكة التي اقامتها قوات الأمن لمنع اعضاء الجماعة من المرور عبر غارفافي. وقال شهود عيان ان الشرطة استخدمت طلقات بلاستيكية لصد المحتجين عند احدى النقاط. واضاءت القذائف المضيئة السماء في الوقت الذي حلقت فيه طائرات هليكوبتر في الاجواء طوال الليل. وسعى زعماء البرلمان المحلي المنتخب حديثاً في ايرلندا الشمالية الى التوصل الى حل وسط، محذرين من احتمال ان يفلت الزمام وينهار اتفاق السلام. وفاقم التوتر تحذير وجهته جماعة "أورانج" لرئيس الوزراء البريطاني. اذ قال الناطق باسمها ديفيد جونز: "هل ان توني بلير مستعد بالفعل لرؤية أحد دامٍ آخر، ولكن هذه المرة في بورتاداون في مقاطعة أرماغ؟". ومعروف ان مواجهة حدثت في يوم أحد من 1972 في بلدة لندنديري بين القوات البريطانية ومتظاهرين كاثوليك غير مسلحين أسفرت عن سقوط 13 قتيلا من الكاثوليك. وعقد رئيس الوزراء الجديد لايرلندا الشمالية ديفيد تريمبل ونائبه سيموس مالون اجتماعات مع رجال دين ورجال أعمال وزعماء نقابات في مسعى الى حشد التأييد للتوصل الى حل وسط. وأعلن تريمبل انه لم يفقد الأمل بعد في امكان تحقيق هذا الهدف. يذكر ان تريمبل نفسه عضو في جماعة "أورانج" وفي الوقت نفسه زعيم لحزب أولستر الوحدوي الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان المحلي الذي انتخب الشهر الماضي. لكن جيري ادامز زعيم حزب "شين فين" القومي الكاثوليكي، الذي يعتبر الجناح السياسي ل "الجيش الجمهوري الايرلندي"، شن هجوماً عنيفاً على تريمبل واتهمه بالعجز عن معالجة الأزمة. اتهمه بأنه يريد ان "يركب حصانين في آن". وكان تريمبل حذر اول من امس من "عواقب فظيعة" في حال لم تحل الازمة الناجمة عن مسيرة البروتستانت. وتساءل ادامز: "هل هذه هي اللغة التي ستطمئن الناس وتهدئهم؟" ودعا تريمبل الى ان يلتقي السكان الكاثوليك في شارع غارفاغي لكي يكسب تعاونهم المطلوب لحل الأزمة. وبدا ان هذه الدعوة هي اشارة الى اعلان تريمبل انه ارسل ممثلاً عنه الى الحي الكاثوليكي.