بددت النتائج شبه النهائية غير الرسمية التي اشارت الى نجاح لائحة "التوافق البيروتي" بمعظم اعضائها، المخاوف من اختلال التوازن الطائفي في بلدية بيروت، بعدما كانت الهواجس في هذا الصدد سيطرت على الاجواء السياسية خلال الايام الماضية. وقالت مصادر مقربة من رئيس الحكومة رفيق الحريري ان "من الواجب عدم الاستهانة بما تحقق في انتخابات المجلس البلدي لبيروت لجهة الحفاظ على التوازن". وأضافت "كان علينا ان نقاوم كل الاشاعات والاحاديث عن التشطيب وعن ان المسلمين لن يصوّتوا للمسيحيين او تحديداً لمرشحي الكتائب و"القوات اللبنانية" بفعل رواسب الحرب من جهة وبفعل الاجواء الطائفية في بعض الأوساط من جهة ثانية". واعتبرت "ان النجاح في تحقيق التوازن هو الانتصار الاول الذي حققته لائحة "التوافق البيروتي"، وفاجأ الكثيرين الذين تخوّفوا من ان يؤدي التشطيب الى غلبة اللون الواحد على المجلس البلدي للعاصمة". وأكدت المصادر ان الحريري "كان راهن على ان يستجيب البيروتيون نداءاته ونداءات سائر القيادات الاسلامية من اجل الاقتراع المتوازن وأنه لاحق قبل يوم من الانتخابات وأول من امس، كل الاشاعات والاخبار عن نية التشطيب بفعل موقف بعض الاوساط المعادي لوجود ممثلين لتيارات مسيحية حزبية وأن الاتصالات التي اجريت مع سائر القوى لتفادي هذا التشطيب نجحت في ربح جولة العيش المشترك". ونقلت عن الحريري قوله "قد يرى البعض في تحالفنا مع الكتائب و"القوات اللبنانية" نقطة ضعف خصوصاً ضمن الجمهور الاسلامي، لكننا في مقابل اقناع جزء كبير من هذا الجمهور بالتصويت لممثليهما، فاننا ربحنا كسر جدار العلاقة بين المسلمين والمسيحيين لمصلحة قاعدة العيش المشترك وهذا انجاز كبير في العاصمة، في مواجهة القوى التي كانت تراهن على فشل تجربة التوازن في الاقتراع التي خضناها من اجل تبرير مواقفها المتطرفة ضد وحدة المجلس البلدي للعاصمة. والبعض حاول استخدام السلاح الطائفي في معركة سياسية". واعتبر احد المقرّبين من الحريري "ان نجاح شعار الاقتراع المتوازن وتمثيل المسيحيين في المجلس البلدي فشل لأصحاب النظريات الذين راهنوا على خلل في النتائج، من اجل الدعوة الى اعادة النظر في الكثير من الامور، وتقسيم بلدية العاصمة بلديتين، ونسف قانون البلديات برمّته، والتمهيد لمراجعة الموقف من اتفاق الطائف ووضع علامات استفهام على العيش المشترك، فهؤلاء كانوا ينتظرون حجة في بيروت لدفع الامور نحو التأزيم". واعتبر الحريري "ان ابناء بيروت اثبتوا ان الحرب في لبنان ولّت الى الابد، على رغم ان قانون الانتخاب لا يأخذ بالتوزيع الطائفي لأعضاء المجلس البلدي". وعن تعديل قانون الانتخاب البلدي، قال الحريري "ان التعديل يعني بالنسبة الينا توجيه ضربة قاضية الى لبنان والعاصمة، عبر العودة الى الوراء والاقرار بالنتائج التي افرزتها الحرب". ردود فعل وتعليقاً على نتائج الانتخابات، قال رئيس الحكومة السابق النائب سليم الحص ان "هذا ما شاءه الناس وما يجب ان نقبله". وتمنى للفائزين "التوفيق في مهمتهم في خدمة العاصمة وأهلها". وقال النائب نجاح واكيم، في تصريح مقتضب ظهر امس، "ظهرت نتائج انتخابات بلدية بيروت واستطعنا اختراق اللائحة الاخرى على الأقل بعبدالحميد فاخوري وبشار القوتلي على رغم كل التكتلات المذهبية المعلنة". ورأى مطران بيروت للموارنة بولس مطر ان "لما حصل اهمية وطنية كبيرة لأن توافقاً تم حفظ التوازن الوطني. وهذا انجاز كبير". لكنه سأل "لماذا لا يؤمن هذا التوازن في القانون؟". ودعا الى "فتح حوار في هذا الشأن بين القائلين بتعديل القوانين والقائلين بأنها ليست ضرورية لأن الناس يتدبرون هذا الامر". وعبر مطران بيروت للروم الكاثوليك حبيب باشا عن سروره الكبير بالنتائج. واعتبر ان "مساعي التوافق والتوازن بين كل الطوائف تحققت. وهذا نجاح كبير". وأمل ان يكون ذلك "منطلقاً لتركيز العيش المشترك في لبنان". وأعرب نائب رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني والسيدان توفيق الهندي وألفرد ماضي تيار "القوات اللبنانية" عن ارتياحهم الى النتائج. وقال بقرادوني ان "اهم ما تحقق ان الانتخابات صححت الخلل الموجود في طرابلس وحافظ اهل بيروت على التوازن والتعايش المشترك وهذا انتصار كبير". وأقام مرشح "القوات" على اللائحة التوافقية جو سركيس مهرجاناً في السابعة مساء امس امام مكتبه في الاشرفية، شارك فيه مئات من مناصريه.