قال العاهل الاردني الملك حسين في ختام محادثاته مع وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي في عمان امس، ان علاقات بلاده مع اسرائىل "تسودها الثقة المتبادلة وستستمر مستقبلاً". ودعا الدولة العبرية الى "اتخاذ دور ايجابي في المقترحات الاميركية الخاصة بالانسحاب الاسرائىلي من الضفة الغربية للوصول الى الاهداف"، واصفاً تلك المقترحات بأنها "مهمة جداً". وقال موردخاي، من جانبه، ان الاجتماع اتاح فرصة ل"مناقشة وتبادل المشورة حول سبل دفع عملية السلام"، لافتاً الى ان "بعض الافكار يجب أن يلقى التشجيع من كل الاطراف". واتفق الملك حسين وموردخاي على انهما "اكثر تفاؤلاً" ازاء العملية السلمية. لكن هذا التفاؤل لم ينعكس في تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي نفى امس قرب التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في شأن الانسحاب في الضفة. وقال نتانياهو ان "الاتصالات مستمرة مع واشنطن" وأنها "تتناول اساساً مسألة اعادة الانتشار الثالثة"، فيما افاد مسؤولون اسرائيليون ان غالبية الوزراء الاسرائيليين موافقة على المرحلة الثانية من اعادة الانتشار. في غضون ذلك، ظهرت في القدس ملصقات تحمل صورة نتانياهو معتمراً الكوفية الفلسطينية، وذلك في اطار حملة مناهضة له تعيد الى الاذهان الاجواء التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين. التفاصيل ص 3 الى ذلك، كشفت مصادر اسرائيلية في الاردن ان موردخاي الذي كان التقى الرئيس حسني مبارك الاسبوع الماضي سيلتقي الرئيس ياسر عرفات قريباً. وكان الرئيس الفلسطيني قام امس بزيارة خاطفة للخرطوم التقى خلالها الرئيس عمر البشير الذي اعلن في ختام المحادثات تأييده عقد قمة عربية موسعة. ومن جانبه، اعلن عرفات انه احتج لدى المسؤولين الاسرائيليين على منع الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين من العودة الى غزة، مضيفاً أنهم اكدوا له ان في امكان الشيخ ياسين العودة. في غضون ذلك، نفى مبارك وجود ضغوط اميركية لمنع انعقاد القمة العربية، وقال ل"الحياة": "إنني أقرأ ذلك في الصحف فقط، ولا أساس لهذا الموضوع إطلاقاً". وعندما سُئل هل ستبحث القمة المرتقبة في تجميد التطبيع مع اسرائيل، أجاب: "بالنسبة الى الدول العربية ليست هناك عمليات تطبيع مع اسرائيل، وربما يكون الأمر صحيحاً بالنسبة الى الأردن". لكنه استدرك قائلا: "وحتى نكون واقعيين فإن للأردن ظروفه، ولا نريد ان نظلم أحداً".