القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز، أ ب - نفى رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو أن يكون التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين على اعادة الانتشار العسكري الاسرائيلي في الضفة الغربية بات وشيكاً، مشيراً إلى أن المفاوضات الآن تتناول المرحلة الثالثة من الانسحاب. ووضعت في القدس أمس ملصقات مناهضة لنتانياهو أعادت الى الأذهان حملة الكراهية التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين. وتعالت اصوات تدعو جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي شين بيت الى تعزيز الأمن حول نتانياهو لمنع محاولة اغتيال اخرى، في وقت تستمر الجهود للتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين على إعادة الانتشار من الضفة الغربية. وقال نتانياهو بعد الاجتماع الاسبوعي لحكومته امس: "نعمل للتوصل الى اتفاق والاتصالات مستمرة مع الولاياتالمتحدة وتتناول أساساً مسألة اعادة انتشار لاحقة". واضاف ان جهوداً كبيرة تبذل للتوصل الى اتفاق على هذه النقطة، وهناك "فرص كبيرة" لنجاحها. واعتبر ان المفاوضات وصلت الى "مرحلة دقيقة"، مؤكداً انه يستحيل لذلك التطرق الى تفاصيلها في الاجتماع الموسع للحكومة. وجاء في بيان صدر بعد الاجتماع ان نتانياهو أكد عدم التوصل الى لاتفاق على المرحلة الثانية او الثالثة من اعادة الانتشار، وأنه لم يتم الاتفاق على الخطوات المتوازية التي سيتخذها الفلسطينيون مقابل الانسحاب الاسرائيلي. ونقل البيان عن نتانياهو قوله لوزرائه ان "اراضي يهودا والسامرة الضفة ليست أعز على أحد أكثر مني، كما هي حال المستوطنات. نعمل من أجل ضمان أمننا ومصالحنا القومية، وهذه الاراضي جزء من وطننا وسنقاتل من أجلها". واعتبر نتانياهو نفسه "أكبر مدافع عن حق اسرائىل" في الضفة. ولفت البيان الى مسألة الخطوات المتوازية في تنفيذ الاقتراحات الاميركية، مشيراً إلى أن الجانب الاسرائىلي قدم مجموعة من "الالتزامات الملموسة" منها إلغاء البنود الداعية الى تدمير اسرائىل في الميثاق الوطني الفلسطيني. وأشار إلى عدم وجود اتفاق بين الفلسطينيين على ذلك. وقال نائب وزير الدفاع سيلفان شالوم للاذاعة الاسرائيلية ان غالبية الوزراء "متفقة على اعادة انتشار عسكري" في الضفة، مضيفاً ان "السؤال المطروح هل ستكون هناك اعادة انتشار ثالثة وما حجمها". وفي اشارة الى المعارضة لاحتمالات موافقة نتانياهو على الاقتراحات الاميركية بتسليم مزيد من أراضي الضفة إلى السلطة الفلسطينية، شن اليمين حملة ضد نتانياهو، وعلقت في شوارع القدس ملصقات تصوره معتمراً كوفية فلسطينية كتب عليها "كاذب". واعلنت الشرطة انها تشتبه في ان تكون حركة "كاخ" الاسرائيلية المحظورة المعادية للعرب مسؤولة عن تلك الملصقات التي علق بعضها على لوحات إعلانات. وأصدر تكتل "ليكود" الذي يتزعمه نتانياهو بياناً حمّل مسؤولية تعليق الملصقات إلى حفنة من "المتطرفين المهووسين على هامش المجتمع". وكانت حملة مماثلة نظمت قبل ستة أشهر، وهدد متشددون في التحالف الذي يقوده نتانياهو باسقاطه إذا مضى قدماً بخطط للحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة، تماشياً مع ما التزمته اسرائيل في اتفاقات السلام. يذكر ان اليهودي المتشدد ييغال امير اغتال رابين في تشرين الثاني نوفمبر 1995 خلال مهرجان للسلام، لمنعه من تنفيذ اتفاقات مبادلة الارض بالسلام مع الفلسطينيين. وفور اغتيال رابين اتهمت زوجته ليا زعيم المعارضة اليمينية آنذاك نتانياهو بأنه أوجد مناخ كراهية أدى الى اغتيال زوجها، من خلال قيادة نتانياهو احتجاجات وصف فيها زعيم حزب العمل بأنه "خائن ومجرم". وحذرت صحيفة "معاريف" في افتتاحيتها أمس جهاز "شين بيت" من محاولة اغتيال اخرى، واضافت: "شين بيت يجب ان تعزز الأمن حول نتانياهو لأن المجانين متوافرون دائماً".