سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اسرائيل تنأى بنفسها عن السباق النووي في جنوب آسيا وتشيع انها تتجه إلى تخفيف تعاونها العسكري مع الهند : سيارتا "كاديلا" لنتانياهو ربما أطلقتا التجارب الباكستانية !
نشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية المرموقة أمس الأحد ان سيارتي "كاديلاك" تابعتين لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ربما كانتا سبباً في اطلاق التجارب النووية الباكستانية بعدما اعتقدت اسلام آباد خطأ ان طائرة عسكرية كانت تنقلهما الى اوزبكستان هي طائرة حربية من طراز "اف - 16" وأنها خرقت الأجواء الباكستانية في طريقها الى الهند استعداداً لشن هجوم على المنشآت النووية الباكستانية. وقالت الصحيفة في نبأ من تل أبيب ان سيارتي ال "كاديلاك" المصفحتين ارسلتا الى اوزبكستان ليستخدمهما نتانياهو وزوجته خلال زيارة قصيرة قاما بها الى طشقند في طريق عودتهما من الصين أواخر الشهر الماضي. وأضافت ان طائرة النقل العسكرية من طراز "سي - 130 - هيركوليز" التقطها الرادار الباكستاني خطأ على أساس انها طائرة حربية، ما يفسر حسب الصحيفة، المخاوف التي عبرت عنها باكستان في رسالة الى الإدارة الأميركية. وكانت الأوساط الباكستانية ركزت على أن مخاوفها من هجوم جوي هندي - اسرائيلي على منشآتها، دفعها الى اتخاذ قرار سريع باجراء التجارب النووية في 27 أيار مايو الماضي رداً على تجارب أجرتها الهند في 11 و13 الشهر نفسه. على صعيد اخر، نشرت صحيفة "صنداي تلغراف" تحت عنوان "القنبلة الاسلامية تضع اسرائيل في مرمى النيران" ان تل أبيب تتجه الى وقف تعاونها العسكري مع نيودلهي في ظل مخاوف من أن تتخذ اسلام آباد هذا التعاون "ذريعة لاشراك ايران في تكنولوجيتها النووية". وأشارت "صنداي تلغراف" الى أن رئيس الأركان الاسرائيلي امنون شاحاك الغى زيارة كانت مقررة للهند الاسبوع الماضي مؤكداً انه لا يرغب في أن تفسر تفسيراً خاطئاً. وأضافت الصحيفة البريطانية ان اسرائيل أصبحت تعتبر ان تعاونها مع الهند بات "أوثق مما كان مقرراً له، علماً أن هذا التعاون لا يتيح للبلدين استخدام قواعد بعضهما بعضاً". وخلصت "صنداي تلغراف" الى ان اسرائيل تسعى حالياً الى طمأنة باكستان كما انها في الوقت نفسه تحض المجتمع الدولي على منع ايران من الانضمام الى نادي القوى النووية. والملفت ان ما أوردته الصحيفتان يعكس محاولة من جانب اسرائيل للابتعاد عن السباق النووي الدائر في جنوب آسيا غداة تبني مجلس الأمن قراراً يدين التجارب الهنديةوالباكستانية ويدعو البلدين الى تجنب الدخول في سباق في هذا المجال. مجلس الأمن ورغم التباين في موقفهما، بدت ردود الفعل الهنديةوالباكستانية متقاربة في ما يتعلق بقرار مجلس الأمن الصادر مساء أول من أمس. واعتبر المندوب الباكستاني لدى الأممالمتحدة أحمد كمال ان "موافقة القوى العظمى وتشجيعها أديا الى التسلح النووي في جنوب آسيا التي أصبحت مهددة بخطر نشوب نزاع نووي". اما الهند فاعتبرت ان "مشكلة حظر انتشار الأسلحة النووية، لا يمكن أن تقتصر بصورة تعسفية على منطقة جغرافية واحدة ولا يمكن معالجتها إلا في اطار عالمي شامل". وأكد بيان صادر عن نيودلهي ان "الهند تدرك مسؤولياتها كدولة مسلحة نووياً. وسجلنا الذي لا تشوبه شائبة يتحدث عن نفسه وهو أنظف من سجل كثيرين ممن اختاروا محاولة تلقيننا دروساً في هذا المجال". وكان البيان يشير الى الولاياتالمتحدة الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت سلاحاً ذرياً في الحرب كما يشير الى الصين التي تتهمها الهند بنقل تكنولوجيا نووية الى باكستان في انتهاك لمعاهدة حظر الانتشار النووي. وشكك البيان الهندي في قدرة مجلس الأمن على اتخاذ القرارات في شؤون نزع السلاح وقال ان "محاولة اجبار الدول الأعضاء على الانضمام الى معاهدات دولية يتعارض مع أحكام القانون الدولي". ورداً على دعوة مجلس الأمن البلدين الى الحوار في شأن المشاكل العالقة بينهما وفي مقدمها مسألة كشمير، استبعدت نيودلهي تدخل أي طرف ثالث في حل نزاعاتها مع اسلام آباد وأكدت تصميم الهند على حل القضايا المعلقة مع باكستان من خلال الحوار الثنائي المباشر. ونقلت وكالة أنباء "برس ترست" الهندية عن رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي أول من أمس ان النزاع على كشمير يجب أن يبقى منفصلاً عن المسألة النووية. ورفض أي وساطة خارجية في النزاع مع باكستان. ونقلت الوكالة عن فاجبايي قوله: "لا حاجة لأن يدخل أحد جامو وكشمير في هذه المسألة". وأضاف: "اولئك الذين يريدون التوسط في قضية كشمير... نحن نشكرهم".