نيويورك، واغادوغو، اديس ابابا، موسكو، روما - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وجه مجلس الامن ومنظمة الوحدة الافريقية والاتحاد الاوروبي وكل من الولاياتالمتحدةوايطالياوروسيا دعوات الى اثيوبيا واريتريا الى وقف التصعيد العسكري واللجوء الى مفاوضات لتحقيق حل سلمي لنزاعهما الحدودي. ودعا مجلس الامن الدولي اثيوبيا واريتريا في ساعة متقدمة مساء أول من أمس الى "وقف فوري لاطلاق النار". وقال سفير البرتغال انتونيو مونتيرو الذي يرأس مجلس الامن في تصريح صحافي ان "اعضاء المجلس يأسفون لتدهور الوضع ويدعون الى وقف فوري للنار". ودعا "اثيوبيا واريتريا بالحاح الى حل نزاعهما سلماً". واضاف ان الاعضاء الخمسة عشر في مجلس الامن "يرحبون بجهود الوساطة ويقدمون دعمهم لتطبيق توصياتها". وكذلك دعا الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان اثيوبيا واريتريا الى وقف فوري للنار واعطاء الديبلوماسية فرصة لتجاوز الخلافات المتبقية في نزاعهما الحدودي. وأوضح في بيان اصدره ناطق باسمه ليل الجمعة - السبت ان تصاعد القتال بين البلدين، على رغم الجهود المتواصلة والكثيفة للتوسط في خلافهما، جعله يشعر بقلق عميق. واوضح ان البيان الذي اصدرته اثيوبيا وقبلت فيه بشكل موقت الاقتراحات التي طرحها الوسطاء الاميركيون والروانديون و بيان اريتريا الذي اكد أن هذه الاقتراحات "ليست مثيرة للجدل بالنسبة لحكومة اريتريا" شجعته. واوضح الناطق: "يبدو أنه توجد أرضية مشتركة كبيرة بين البلدين في شأن النزاع وان من المهم البناء على هذا". ودعا وزراء خارجية دول منظمة الوحدة الافريقية مساء، بعد ساعات طويلة من المناقشات العاصفة، اثيوبيا واريتريا الى وقف المعارك. وواجه الوزراء، وبينهم وزيرا خارجية اثيوبيا واريتريا، اثناء اجتماع في واغادوغو حيث بدأ الخميس الماضي للإعداد لقمة رؤساء دول المنظمة المقررة غدا الاثنين، صعوبة في صياغة بيان يتعلق بالنزاع المسلح بين البلدين. وناشد وزراء الخارجية الطرفين المتحاربين "وقف المعارك"، وطلبوا منهما "الموافقة على توصيات الوسطاء". واقترحت رواندا، والولاياتالمتحدة التي مثلتها في الجلسة مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية سوزان رايس، خطة سلام الأربعاء تطلب من الدولتين الموافقة على تسوية سلمية للنزاع وترسيم حدودهما عبر التفاوض ونزع السلاح عن جانبي الحدود. واكد وزير خارجية اريتريا هايلي ويلد تنسأي في تصريح صحافي ان بلاده "توافق على مبدأ" هذه الخطة لكن يجب على الوسطاء "تفصيلها" قبل ان توافق عليها اسمرا رسميا. واوضح المجلس ان القمة ستدرس الملف. وطلب وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفين من المنظمة الافريقية ان تتخذ "قراراً حازماً" ضد اريتريا لحملها على الموافقة على خطة السلام الاميركية. وقال مسفين في ختام اجتماع مع رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري ان "اثيوبيا طلبت من مجلس وزراء منظمة الوحدة الافريقية وستطلب خلال قمة رؤساء الدول اثبات حزم مع اريتريا". وتابع انه توجه الى منظمة الوحدة الافريقية لأنه لا يمكن "لإفريقيا ان تبقى محايدة وتتابع عن بعد الوضع الذي بات خطيرا ليس بالنسبة الى اثيوبيا فقط بل الى المنطقة بكاملها". واعربت روسيا أمس عن قلقها لتفجر العمليات الحربية بين اريتريا واثيوبيا وحضت الدولتين على وقف الغارات المتبادلة. واوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان "هذه الاعمال تنقل الموقف العسكري الى مستوى جديد وأكثر خطورة". واعلنت سفارة الولاياتالمتحدة في اديس ابابا أمس ان الادارة الاميركية دعت اثيوبيا واريتريا الى "وقف الاعمال الحربية في الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء الى ايجاد تسوية سلمية للنزاع". وجاء في البيان ان الولاياتالمتحدة اسفت للغارة الجوية التي شنتها اثيوبيا على مطار اسمرا "الامر الذي عرض للخطر حياة مدنيين اريتريين ورعايا من المجتمع الدولي يستخدمون هذا المطار لمغادرة اريتريا". وتابعت "اننا نأسف ايضا لقصف القوات العسكرية الاريترية لمدينة ميكيلي في شمال اثيوبيا". و ذكرت وزارة الخارجية الايطالية مساء الجمعة ان ايطاليا وجهت "نداء ملحا" الى كل من اثيوبيا واريتريا "لاسكات الاسلحة" وإعادة فتح الحوار بينهما. ودعت الوزارة البلدين الى "وقف فوري للتحركات التي يمكن ان تؤزم النزاع أو تجعله يتطور في وقت لاحق". واشارت الوزارة الى ان من "الجوهري استئناف الحوار لإسكات الأسلحة والبحث في اسباب هذا الوضع". السودان الى ذلك، أعرب السفير السوداني لدى الاممالمتحدة اللواء الفاتح عروة عن "تفهم السودان لموقف اثيوبيا التي تتسم قيادتها بالحكمة". إلا ان عروة القريب من ملف القرن الافريقي والمعروف بعلاقاته الخاصة مع الرئيسين الاثيوبي ملس زيناوي والاريتري أساياس افورقي، نفى في تصريح الى "الحياة" صحة ما تردد عن تنسيق عسكري سوداني - اثيوبي لمواجهة اريتريا، واكد "ما قيل عن محاولات السودان لاستغلال الخلاف لإقامة تنسيق عسكري مع اثيوبيا لا صحة له".