السيد المحرر، تحية طيبة، قرأت زاوية "عيون وآذان" في عدد الاثنين الواقع في 25 أيار مايو 1998 التي تطرقت للجهود التي يقوم بها الدكتور بشار الأسد من أجل نشر المعلوماتية ومحاربة الفساد في سورية. ونظراً الى أهمية المسألتين أود أن أعلق ببعض الملاحظات على ذلك. ان حل مشاكل أصبحت تشكل تحديات اجتماعية واقتصادية كالفساد ونشر المعلوماتية لا يتعلق فقط بالأشخاص وانما أيضاً بالآلية التي يضعها هؤلاء بهذا الخصوص. فالدكتور بشار يترأس جمعية تهدف الى نشر المعلوماتية في بلد يتجاوز عدد سكانه 16 مليون نسمة. وكما ترى فإن مهمة كهذه ليست سهلة على جمعية واحدة مهما كان لديها من الامكانات. يبقى السؤال المطروح وهو: لماذا لا يحاول الدكتور بشار مع معاونيه الاسراع في وضع اطار قانوني وتنظيمي يتم من خلاله السماح لجمعيات وفعاليات شعبية من القطاعين العام والخاص بالعمل لأداء هذه المهمة بدلاً من تكريس وقته لمسائل اجرائية لا يستطيع أحد بمفرده ملاحقتها؟ ان وجود جمعية لنشر المعلوماتية برئاسة الدكتور بشار يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السورية لذلك من جهة. ومن جهة أخرى فإنه يعكس الحذر الشديد والزائد عن الحدود تجاه ذلك. ومما لا شك فيه ان بعض الحذر ضروري، ولكن هذا الحذر تحول في سورية الى حاجز أدى الى حصر النشر المذكور في بعض المؤسسات الحكومية والأكاديمية حتى الآن. أما مشكلة الفساد في سورية أصبحت تحتل بالفعل مكانة "مرموقة" في حديث الشارع السوري. وفي اطار محاربتها تم خلال السنوات العشر الماضية ضبط عشرات الأشخاص ومن بينهم مسؤولون ممن يمارسونها. وتمت محاكمتهم ومعاقبة غالبيتهم. غير أن المشكلة ما تزال منتشرة لا بل مستشرية في العديد من الادارات والمؤسسات الحكومية. وما يعكسه ذلك ان الحد منها أو القضاء عليها لا يتطلب فقط ضبط الفاسدين ومعاقبتهم بل في ازالة الأسباب التي أدت الى انتشارها، ويأتي على رأسها تلك التي تعود الى خلفيات اقتصادية. لكن الاستمرار في مزيد من النجاح مرهون بقدرة الدكتور بشار وطاقمه على إرساء دعائم من شأنها تفعيل أكبر لدور المواطنين في الحياة السياسية على غرار الدور الذي يلعبونه في الحياة الاقتصادية للبلاد. وعلى هذا وذاك ان يقوما على دستور وقوانين تسود فوق الجميع من دون استثناءات أو امتيازات.