تبادلت اثيوبيا وأريتريا الغارات الجوية امس لليوم الثاني. وأكدت مصادر مطلعة ان القتال استمر ايضاً على "ثلاثة محاور على طول الحدود بين البلدين والتي تمتد اكثر من الف كيلومتر". وأعلنت ايطاليا ان اثيوبيا وافقت على وقف الغارات الجوية على اسمرا لمدة 13 ساعة انتهت عند الرابعة فجر اليوم لتمكين دول غربية من اجلاء رعاياها. وغادر اعضاء السفارة الاسرائيلية وعددهم خمسة العاصمة الاريترية ضمن عمليات الاجراء التي تمت الجمعة. وقال مصدر رسمي اثيوبي أ ف ب ان رئيس الوزراء ملس زيناوي مستعد لوقف العمليات العسكرية اذا قبلت اريتريا خطة السلام الاميركية - الرواندية بالكامل. فيما اعتبر الرئيس الاريتري اساياس افورقي ان الغارات الاثيوبية "نسفت" مساعي الوساطة بين البلدين ورأى ان "الأمل ضعيف في السلام مع اثيوبيا". راجع ص5 واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز امس وفداً اريترياً رفيع المستوى سلمه رسالة خطية من افورقي. واجتمع الوفد الاريتري ايضاً مع الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران في مكتبه في جدة كما اجتمع مع وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز. وأكد السفير سليمان الحاج ل"الحياة" ان "اريتريا مستعدة لقبول اي مبادرة منطقية يمكن ان توقف المعركة التي اشعلتها اثيوبيا في منطقة البحر الاحمر الاستراتيجية". وأضاف: "اننا نتطلع الى ان تستخدم السعودية ثقلها في ايجاد حلول مناسبة للاقتتال في المنطقة المهمة". وأقرت الولاياتالمتحدة امس بأن اريتريا كانت البادئة في استخدام القوة في صراعها الحدودي مع اثيوبيا باحتلالها مثلث باديمي في السادس من الشهر الماضي. ووصفت وزارة الخارجية الاميركية البلدين بأنهما "صديقان مهمان للولايات المتحدة في افريقيا". وأوضح افورقي في مؤتمر صحافي امس في أسمرا انه ملتزم تعليمات قيادة القوات المسلحة الاريترية بعدم كشف اي خسائر في الارواح او الممتلكات في الجانبين الاريتري والاثيوبي "حفاظاً على مشاعر الشعبين". واتهم حكومات ودوائر ديبلوماسية لم يسمها بأنها كانت على علم مسبق بالغارة الجوية الاثيوبية على مطار أسمرا. يذكر أن الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا أجلتا بعض رعاياهما من أسمرا قبل ساعات من قصف المطار. وأوضح أن "ما حدث من تصعيد ومن دون أدنى مبالغة نسف أي مبادرات سلمية، لأنه لا يوجد أسوأ من ذلك". وأضاف ان التصعيد "سيعقد المشاكل، وإذا كان هناك أي استعداد من وسيط فمن المؤكد أنه سيصاب باحباط"، مشيراً إلى أنه "كلما ظهر أمل للخروج من الأزمة أحدثت اثيوبيا تصعيداً جديداً". ونفى أن يكون أي من الوسطاء اتصل به منذ بدء الغارات الجوية أمس. وقال "لا أرى أي نقطة ضوء في آخر النفق، لكنني متفائل". ورد على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان للطرفين إلى وقف النار، قائلاً إن "الحرب أعلنت فعلاً علينا، ولن نلزم أنفسنا وقف النار، لأننا لسنا الطرف الذي أعلن الحرب، وإذا هوجمنا فنحن مضطرون للدفاع عن أنفسنا. ووقف النار يجب أن يعلنه الطرف الذي بدأ الحرب". وأكد انه اعطى تعليمات مشددة لقواته بعدم اجتياز الحدود الدولية بين البلدين. الموقف العسكري وقالت مصادر اثيوبية ل "الحياة" إن القتال استمر أمس في مناطق عليتينا وزالامبسا وايجا وعلى طول الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين. وأكدت المصادر استمرار المعارك العنيفة وتبادل القصف المدفعي بين البلدين واستخدام أسلحة ثقيلة وخفيفة. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ان المعارك امتدت إلى مناطق عدة منها ميناء عصب الاريتري الاستراتيجي الذي يعتبر أحد أسباب الخلاف بين البلدين، إذ كانت اثيوبيا تستخدم هذا الميناء في صادراتها ووارداتها