أديس أبابا، اسمرا - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - ساد الهدوء صباح أمس الاثنين جبهة زالا انبيسا الشمالية بين اثيوبيا واريتريا، لكن التعزيزات تواصلت على رغم اعلان وقف الغارات الجوية بين البلدين. واعتبرت اريتريا امس ان اتفاقها مع اثيوبيا على وقف الغارات الجوية المتبادلة يشكل "خطوة اولى ايجابية" وان الكرة اصبحت الان في ملعب اديس ابابا. ورحّب يماني غيبري مسكيل مستشار الرئيس اسياس افورقي لوكالة "فرانس برس" بالاتفاق على وقف الغارات الجوية. وقال: "انها خطوة اولى ايجابية نرحب بها ترحيباً شديداً لأننا عارضنا منذ البداية هذه الحرب الجوية التي فرضت علينا". واضاف ان "الكرة الآن باتت في ملعب اثيوبيا، فاما ان يواصلوا الاعتداءات واما ان يتقدموا الى الامام في خطوات اخرى". واعتبر ان "الاثيوبيين سيعترفون عاجلاً أو آجلاً بأن ليس هناك سوى مخرج سلمي من هذا النزاع". وتابع: "فاذا واصلوا الاعتداءات فسيعودون دائما الى هذا البديل، لذا من الافضل ان يتم باسرع ما يمكن". وسئل مسكيل هل يفتح الاتفاق الباب امام وقف لاطلاق النار ومفاوضات مباشرة، فأجاب بان هذا ما يطالب به الاريتريون منذ البداية. واعتبر ان "الاثيوبيين عارضوا ذلك حتى الآن، لكن ليس هناك حالياً اي تغيير في المواقف". وقال مسكيل في تصريح آخر الى وكالة "رويترز": "توقفت الحرب الجوية ... وهذا وقف جزئي للقتال وهي نقطة يمكننا العمل منها نحو وقف القتال بالكامل وهو ما تريده اريتريا وتعترض عليه اثيوبيا". واضاف ان الرئيس بيل كلينتون أجرى الاحد إتصالاً هاتفياً مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي ورئيس وزراء اثيوبيا ملس زيناوي اللذين وافقا على وقف كل الغارات الجوية الى أجل غير مسمى وعلى ابلاغ الولاياتالمتحدة بأي تغيير في نياتهما. وكان البيت الابيض اعلن ليل الاحد - الاثنين ان اثيوبيا واريتريا وافقتا على وقف فوري للغارات الجوية او التهديد بها في نزاعهما الحدودي. وفي اديس ابابا، افاد بيان صادر عن الحكومة الاثيوبية امس: "لقد قبلنا وقف الغارات الجوية ولكن في حال تعرضت سيادتنا للخطر فاننا سندافع عنها". وأكد من جديد ان على القوات الاريترية الانسحاب من الاراضي الاثيوبية قبل اي مفاوضات. وأكد البيان ان المبادرة الأميركية - الرواندية مستمرة. وتوقع مراقبون ان يمهّد اتفاق وقف الغارات لاتفاق اشمل على تسوية الملفات بين البلدين. الوضع العسكري ولم يظهر أمس ان الاتفاق على وقف الغارات ادى الى تخفيف حدة التوتر على جبهات القتال. إذ اوردت "فرانس برس" في تقرير من مدينة عديقرات الاثيوبية ان شاحنات محملة عناصر الميليشيات الاثيوبية اجتازت هذه المدينة صباحاً في اتجاه الجبهة الواقعة على بعد 15 كلم. وسمعت الاحد في فاتشي اصوات عيارات نارية اوضح جنود ان عناصر من الميليشيات اطلقتها لاختبار اسلحتهم. واكد احد المجندين الاثيوبيين قرب راجمة صواريخ انه مستعد لاطلاق اول دفعة خلال ثلاث دقائق. وفي احد المقرات الاثيوبية القريبة من الجبهة بدا امس ان الاستعدادات للمعركة تتواصل. وقال ضابط للصحافيين: "لا يمكنكم الذهاب الى الخطوط الامامية لان في الأمر مخاطرة كبيرة ولان الوضع هناك يندرج ضمن الاسرار العسكرية". من جهة أخرى، علمت "فرانس برس" ان اكثر من 700 اريتري "غير مرغوب فيهم على الاراضي الاثيوبية" غادروا اديس ابابا امس. واعلن مصدر رسمي ان "عمليات المغادرة تأتي إثر قرار الحكومة الاثيوبية ترحيل المسؤولين عن مكتب جبهة تحرير الشعب الاريتري ومسؤولي منظمة المجموعة الاريترية وبعض الاريتريين الذين جمعوا اموالا لصالح الحرب والمتورطين في نشاطات تجسس".