تبادلت اريتريا واثيوبيا القصف والاتهامات أمس وأضعفتا الآمال في نجاح وساطات عدة تسعى إلى انهاء خلافهما الحدودي. وأبدت اثيوبيا تخوفها من حرب شاملة بين البلدين في وقت برزت مؤشرات، في ظل استمرار القتال العنيف وتبادل الاتهامات بعرقلة جهود الوساطة، إلا أن الصراع بات مرشحاً للاتساع. وتواصلت أمس جهود البلدين الديبلوماسية لشرح موقفيهما ووصل إلى جدة وزير الخارجية الاثيوبي سيوم مسفيني في زيارة للسعودية. تفاصيل أخرى ص 5 وأعلن البيت الأبيض ان مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الافريقية سوزان رايس عادت إلى أديس أبابا في محاولة جديدة لتفادي وقوع حرب شاملة بين اريتريا واثيوبيا. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي إنه ليس لدى الإدارة الأميركية تقويم كامل الآن لطبيعة الاشتباكات الحدودية بين البلدين وأبعادها لكن واشنطن طلبت من رعاياها مغادرة اريتريا. وقال المسؤول إن الإدارة حذرت مواطنيها من السفر إلى كلا البلدين "ونقترح على الأميركيين في اريتريا المغادرة، وقد بدأ بعضهم المغادرة فعلاً. وليست لدينا أي تقارير تفيد أن الأميركيين في البلدين يواجهون أي خطر، علماً بأننا نقوم الوضع الأمني في اثيوبيا أيضاً". واتهمت اريتريا اثيوبيا أمس باستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة في هجوم جديد شنته فجراً على بلدة أمبيسيت غليبا 140 كيلومتراً شمال غربي أسمرا. وأكدت وزارة الخارجية الاريترية في بيان أصدرته أمس ان أديس أبابا "أشعلت تصعيداً جديداً وخطراً" في الأزمة الحدودية. واعتبرت أن الهجوم الجديد هو الرابع منذ اندلاع الأزمة منتصف الشهر الماضي. وأوضحت أنها أبلغت الوسطاء "بهذا التصعيد الذي يعوق المساعي الحميدة المبذولة حالياً"، وحذرت من أن التصعيد "سيقود إلى توسيع رقعة المواجهة". وأكد الرئيس الاريتري أساياس أفورقي في تصريحات نشرت في أسمرا أمس أن اريتريا ترفض دعوة اثيوبيا لها إلى الانسحاب كشرط لبدء مفاوضات سلام، قائلاً إن ذلك "لن يحصل أبداً". وأضاف ان النزاع الحدودي "سيخلف جرحاً في العلاقات سيحتاج إلى وقت ليلتئم". وردت اثيوبيا بسرعة، وأكدت ان أسمرا كانت البادئة بالهجوم قرب عيجا وعليتينا، وهما بلدتان تقعان داخل الحدود الاثيوبية بعمق 20 كيلومتراً. واتهمت وزارة الخارجية الاثيوبية اريتريا ب "اتباع استراتيجية جديدة تقوم على محاولة فرض حقائق جديدة على الأرض واظهار أديس أبابا بمظهر المعتدي". على الصعيد السياسي، اجتمع مسفيني أمس مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. ووصف الوزير الاثيوبي علاقات بلاده مع السعودية بأنها جيدة، موضحاً ان زيارته للسعودية تهدف إلى "اطلاع المسؤولين فيها على مجريات الأحداث". وقال إن الخلاف الاريتري - الاثيوبي يتعلق بالسيادة على مناطق حدودية. وأوضح ان الأزمة "تتفاقم وتنذر بحرب شاملة" وحذر من أن "للصبر الاثيوبي حدوداً". وكان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز تسلم رسالة من افورقي نقلها وزير الحكومات المحلية الاريتري محمود أحمد شريفو الاثنين. وينتظر ان يصل شريفو إلى القاهرة لنقل رسالة من أفورقي إلى الرئيس حسني مبارك.