كشفت دراسة أعدها باحثون في المركز القومي المصري للبحوث ان نسبة اصابة سكان القاهرة بالرصاص بلغت 90 في المئة بين الرجال والنساء بينما وصلت النسبة بين الاطفال الى مئة في المئة بعد ان تجاوز معدلها اضعاف المسموح به دولياً. وارجع الباحثون زيادة حالات التخلف بين الاطفال الى التلوث بالرصاص الناتج عن ترسيبات هذا النوع في الدماغ والاعصاب، بالاضافة الى انتشار امراض الفشل الكلوي والالتهاب والتليف الكبدي بصورة مخيفة بين الصغار والكبار وانهيار الجهاز المناعي للطفل، وكذلك الخلل الذي يسببه في وظائف الكبد والرئتين والقلب. ويفسر الباحثون خطورة الموقف بأن جسم الطفل اكثر امتصاصاً لعنصر الرصاص من البالغين، اذ يمتص 50 في المئة من كمية الرصاص التي يتعرض لها، بينما لا تتجاوز نسبة الامتصاص بين الكبار 10 في المئة. وعزت الدراسة ذلك الى انتشار الصناعات الخطيرة المستخدمة لهذا المعدن مثل البطاريات والبويات والسيراميك وغيرها، بالاضافة الى الرصاص في توصيلات مياه الشرب في المنازل القديمة. ويعد الرصاص من أخطر العناصر الملوثة التي تنتشر في هواء القاهرة على صحة الانسان، اذ يصيب المريض في أهم اعضائه على رغم ان التحاليل تثبت خلوها منه، وتنتشر اطنان عدة من هذا المعدن يومياً في العاصمة المصرية بلا انقطاع من مصادر كثيرة، منها البنزين والصناعات البدائية التي تفتقر الى التكنولوجيا، وعلى سبيل المثال تصب المسابك وحدها 25،3 طن من الرصاص يومياً. وضعت الاجهزة المعنية في مصر حلولاً للتقليل من مخاطر هذا العنصر على صحة الانسان تتمثل في استراتيجية للحد من الرصاص ومصادره، وذلك في اطار برنامج الشراكة المصرية - الاميركية للتنمية مبادرة مبارك - غور والمشروع الذي تموله وكالة التنمية الاميركية لتحسين هواء القاهرة، بالاضافة الى ما تقدمه الوكالة لمصر من تمويل يبلغ 200 مليون دولار لإعداد وتنفيذ خطة للحد من التلوث بالرصاص في المناطق السكنية