كشفت التحقيقات التي تجريها نيابة أمن الدولة العليا في مصر مع 17 أصولياً كانت اجهزة الأمن اعتقلتهم الاسبوع الماضي في منطقة الوايلي وسط القاهرة ان هؤلاء شكلوا تنظيماً وخططوا لخطف رعايا اميركيين مقيمين في مصر. واستهدفت عملية الخطف المساومة على اطلاق زعيم الجماعة الاسلامية الدكتور عمر عبدالرحمن الذي يقضي عقوبة بالسجن المؤبد في أحد السجون الاميركية، وعبود الزمر الذي يقضي عقوبة السجن 40 سنة في قضيتي اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وقلب نظام الحكم، وصفوت عبدالغني الذي أنهى عقوبة بالسجن خمس سنوات في قضية اغتيال رئيس مجلس الشعب البرلمان السابق الدكتور رفعت المحجوب. والزمر وعبدالغني محتجزان الآن في سجن طرة. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يخطط فيها أصوليون مصريون لعمل ضد هدف اميركي، اذ اقتصرت النشاطات المعادية للولايات المتحدة لهؤلاء في الماضي على ما تتضمنه نشراتهم وبياناتهم من هجوم على الادارة الاميركية وتهديدات لم تنفذ. وأفادت مصادر مصرية مطلعة أمس ان زعيم التنظيم الذي شكل واسمه محمد مدحت حسين ذهني نفى ان تكون للتنظيم أي علاقة بالجماعات الاسلامية الراديكالية المعروفة مثل "الجماعة الاسلامية" و"جماعة الجهاد"، أو ان يكون تلقى تكليفاً من أي من قادة الجماعات الدينية من المقيمين في الخارج لتنفيذ المخطط، مشيراً الى ان التنظيم كان يبحث عن وسيلة لتأمين أموال للانفاق على نشاطاته وشراء أسلحة ومتفجرات لتنفيذ العملية، لكن الشرطة تمكنت من إحباط المخطط قبل تنفيذه. وأكدت المصادر ان المصادفة وحدها هي التي جعلت اعترافات ذهني تأتي متزامنة مع التحقيقات التي تجرى الآن مع ناشط اسلامي آخر هو سعيد سيد سلامة في شأن علاقة الأخير بأسامة بن لادن و"الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين" التي أسسها بن لادن في شباط فبراير الماضي، وتضم زعيم "الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري ورئيس مجلس شورى "الجماعة الاسلامية" رفاعي أحمد طه وتنظيمين من باكستان وآخر من بنغلادش. وأوضحت المصادر ان ذهني اعترف في التحقيقات بأنه أسس التنظيم بعدما عرض الفكرة على عدد من اصدقائه ممن يقطنون منطقة الوايلي، وانهم اعتنقوا فكر الجهاد بصفة عامة، وعقدوا اجتماعات في المسجد الكبير في الوايلي لوضع خطط للانتقام من "الحكومات التي تعادي الاسلام"، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، وانه كلف عناصر من التنظيم رصد تحركات مواطنين اميركيين يعملون في مصر، لوضع خطة لخطف بعضهم والمساومة على اطلاق عبدالرحمن والزمر وعبدالغني. وأوضح المتهم ان مبادئ التنظيم "خليط من أفكار الحركات الجهادية". وعلم ان بين المتهمين في القضية نفسها من عناصر التنظيم هاني راشد محمود وخالد زلط ومحمد محمود يوسف ونبيل سعد السيد والسعيد السيد موسى وابراهيم أمين وياسر محمدي محمد ورضا كمال جامع وحمد حسن عطاالله وثلاثة أشقاء هم أسامة ومحمد وابراهيم عبدالحميد محمد