تقهر الولاياتالمتحدة البلدان العربية اقتصادياً وسياسياً منذ عقود طويلة، واول من امس توّسع اطار القهر ليشمل كرة القدم عندما منح الحكم الاميركي اسفنديار بهارماست ركلة جزاء خيالية للنروج ضد البرازيل قبل دقيقة واحدة من النهاية سمحت للفريق الاسكندينافي في تسجيل هدف الفوز على ابطال العالم وبالتالي التأهل على حساب المغرب للدور الثاني من المونديال الفرنسي. هل نصرخ "مؤامرة"؟ نوّد من كل قلبنا لكن الاتهام من دون اثباتات غير وارد لانه قد يقود بصاحبه الى المحاكم، رغم ان ما حصل يترك في القلب غصة. لم تدع لنا هذه التطورات المشبوهة مجالا الا بالتفكير بپ"ليلة سوداء" لكرة القدم قبل 16 عاماً في اسبانيا عندما وقعت الجزائر ضحية لمؤامرة المانية - نمسوية! هل ما حصل "مفبرك" او مجرد تقلبات دراماتيكية نتيجة "اخطاء بشرية" فرضت على ممثلي افريقيا العودة باكراً الى القارة السوداء. كرة القدم تخبئ في طياتها مفاجآت سارة واخرى غير سارة وعلى الفرق ان تتقبل الثانية كما تتقبل الاولى. لكن، هل من الطبيعي ان يخرج فريقان افريقيان من المونديال بأخطاء فادحة من الحكم في يوم واحد بعد "الجرائم" التي اقترفها الهنغاري لازلو فاغنر حكم مباراة الكاميرون وتشيلي الذي طرد لاعبين من "الاسود الكاسرة" والغى لهم هدفاً لا غبار عليه؟ وهل سبق للبرازيل مثلاً ان خسرت مرتين في عام واحد امام خصم واحد؟ امر مستبعد جداً... لم تساعدنا احداث "الثلثاء الاسود" على ابعاد الهاجس الذي يرافق دائماً منتخبات "العالم الثالث" كما يحلو للبعض تسميتها، هاجس ان الطريق مسدود امام الفرق الصغيرة التي لا تجذب المعلنين على الشاشة الصغيرة وهناك افضلية للفرق "السلعة" التي تضخ اموالاً هائلة على شبكات التلفزيون وتستفيد بالتالي اطراف عدة من هذا "البيزنيس" الكبير. في رياضة تتعاظم فيها اهمية المال مع مرور الايام كل شيء وارد. حاولنا ان نحدد ما حصل مساء اول من امس وفي عزّ المأساة يحاول المرء اتهام جهات واطراف كي يخفف من وطأة الخيبة. أنلوم البرازيل لانها لعبت دون مستواها المعهود او نلقي اللوم على مدافعها جونيور بايانو الذي اختار المباراة غير المناسبة ليهدي باخطائه هدفين الى النروج، او نحمل الحكم الاميركي مسؤولية ما حصل؟ ... انندم على فرصة الفوز على النروج المهدرة في المباراة الاولى؟... ما حصل يدعو الى الاشمئزاز من كرة القدم ويدفعنا الى عدم متابعة المباريات بعد الآن. لكن عجلة كرة القدم لن تتوقف ولن يعلق كثيرون على ما حدث لان البرازيل او المانيا ليستا طرفاً في القضية ولو كان اي فريق كبير طرفاً لاختلف الامر. كل هذا الكلام لن يفيد في شيء وان كان يخفف عنا الالم الذي نعاني منه بعد خروج المغرب والكاميرون من العرس الكروي الكبير وهما اللذان يستحقان اللعب في الدور الثاني بعد عروضهما الكبيرة في الدور الاول.