لم تحدد بعد الساعة الصفر لاجراء عملية التبادل بين اسرى وجثث لمقاتلين لبنانيين باشلاء جندي اسرائيلي سقط في جنوبلبنان العام الماضي. وينتظر الملف الموضوع على نار حامية، لقاء رئيس الحكومة رفيق الحريري ومسؤول اللجنة الدولية للصليب الاحمر جان جاك فريزار في لبنان لوضع اللمسات الاخيرة على آلية التنفيذ، وإن كانت مصادر معنية به توقعت ان يبتّ اواخر الأسبوع الجاري او مطلع الأسبوع المقبل. وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو ان العملية "ستتم قريباً"، رافضاً تحديد موعد لها، وداعياً الى "التقليل من الحديث في هذا الشأن". وقالت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية امس "كان من المقرر ان يباشر افراد الحامية العسكرية ليل اول من امس باخراج جثث اللبنانيين ليتم تسليمها". وأعلنت مصادر في "حركة أمل" ان عملية التبادل "اصبحت في مراحلها الأخيرة وأن الحركة ستسير فيها بعدما تم الإتفاق على زيادة عدد الأسرى وجثث الشهداء التي سيتم استرجاعها". وكشفت "ان عدد الأسرى الذين سيحرّرون بات 75 بدلاً من 60". وكانت مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعلنت اول من امس اثر لقاءٍ والحريري انه اصر على ان تؤخذ في الاعتبار مطالب الحركة التي تقدمت بلائحة من 27 اسماً لأسرى لبنانيين للافراج عنهم استناداً الى مبدأ الاقدمية في اعتقالهم. ولوّحت المصادر في حينه بان الحركة لن تسلم فروة رأس الجندي الاسرائيلي الذي سقط في الجنوب "اذا لم تراعَ مطالبها". واشاع هذا الكلام شكوكاً في امكان انجاز عملية التبادل إلا ان صدور الكلام عن مصدر "امل" امس اظهر ان تسوية ما تم التوافق عليها او يتم ترتيبها لإنجاح العملية. الى ذلك، افادت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية امس "ان معتقلاً لبنانياً قدّم طلباً عاجلاً الى المحكمة العليا في اسرائيل للإعتراض على قرب تسليمه الى السلطات اللبنانية". وقالت "ان المعتقل الذي لا يسمح بنشر هويته قال للقضاة انه معرّض لخطر الإعدام في حال عودته الى لبنان. وأن السلطات العسكرية الاسرائيلية وعدته منذ 12 عاماً بالإفراج عنه قبل نهاية عقوبته وبالسماح له بالإقامة في شكل مستمر مع عائلته في اسرائيل مكافأة له على خدمات قدّمها اليها". وتابعت "ان وزارة الداخلية الاسرائيلية ابلغته انه لن يحصل على ترخيص للإقامة في اسرائيل". على صعيد آخر، عقد في مقر قيادة القوات الدولية العاملة في جنوبلبنان في الناقورة اجتماع ظهر امس بين القائد العام للقوات الدولية جيوجي كونروتي ووزير الدفاع النروجي جوستين فيغرفول بحثا خلاله في شؤون تتعلق بالقوات الدولية، وغادر بعدها الوزير النروجي الناقورة الى قرية إبل السقي في القطاع الشرقي حيث تتمركز قيادة وحدة بلاده المؤلفة من 600 عنصر وضابط ينتشرون في منطقة العرقوب داخل الشريط الحدودي المحتل. وأشارت مصادر مطلعة في الجنوب الى ان الوزير النروجي يحمل ملفاً يتضمن قرار الحكومة النروجية القاضي بخفض عدد عناصر وحدتها بنسبة الثلثين، وهذا ما سيتم تبليغه الى هؤلاء الجنود، وسينفّذ مع نهاية العام الجاري. وأوضح الناطق الرسمي باسم القوات الدولية تيمور غوكسيل "ان من المبكر الحديث عن بدائل من عناصر النروج المنوي سحبهم وهذا سيتم على أعلى المستويات في الأممالمتحدة في نيويورك لا في الناقورة". وقال ان مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة سيستقبل اليوم المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميغل انخل موراتينوس، مشيراً الى "انفصال تام بين زيارته وزيارة الوزير النروجي، لأن زيارة موراتينوس، مقررة منذ زمن، وهو كان اعرب عن رغبته في تفقد القوات الدولية والإطلاع على طبيعة العمل الموكل اليها". واحتجاجاً على قرار النروج، نفّذ اهالي قرية إبل السقي وقرى مجاورة تقع داخل المنطقة المحتلة اضراباً عاماً امس، وسار نحو 100 مواطن في تظاهرة الى مقر الكتيبة النروجية في البلدة حاملين لافتات كتبوا عليها بالإنكليزية: "نحن عائلة واحدة فلا تدعونا نموت جوعاً". وجاب المتظاهرون طرق ابل السقي التي اقفلت كل متاجرها. وأكد رياض ابو سمرا رئىس بلدية ابل السقي لوكالة "فرانس برس" ان معظم اهالي بلدته والقرى المجاورة "يعتمدون في رزقهم اليومي على القوات النروجية التي اسهم افرادها مساهمة كبيرة في تطور البلدة". وتخوّف من "هجرة اهالي ابل السقي لأسباب اقتصادية بعد رحيل النروجيين". يذكر ان 25 عنصراً من الكتيبة النروجية تزوّجوا بفتيات من المنطقة. وسط هذه الأجواء انعقدت لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل في الناقورة امس للبحث في شكوى اسرائيلية تتعلق بمقتل عنصر من "جيش لبنانالجنوبي"، الموالي لإسرائيل، وابنه في انفجار عبوة ناسفة لدى مرور سيارتهما في منطقة جزين. وفيما لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، اكد مصدر من الوفد اللبناني "ان القتيل هو مسؤول في "الجنوبي" يستعمل ابنه درعاً بشرياً للتنقل في المنطقة المحتلة". وعلى الصعيد الميداني، قصفت المدفعية الاسرائيلية أحراج سجد والريحان ومزرعة عقماتا ومرتفعات اللويزة ومجرى نهر الزهراني من مواقعها في الزفاتة. وأعلنت المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" - و"حركة أمل" ان مجموعات منهما هاجمت امس موقعي سجد وبئر كلاّب في اقليم التفاح. وتحدثت عن "تحقيق اصابات مؤكدة"