قال السيد محمد الدايري كبير مسؤولي حماية اللاجئين في مكتب "المفوضية السامية لشؤون اللاجئين" التابعة للأمم المتحدة في دمشق ان وفداً كبيراً من ادارة الهجرة والتجنيس الأميركية يزور العاصمة السورية لدرس ملفات 830 لاجئاً عربياً بينهم 780 عراقياً لترحيلهم الى الولاياتالمتحدة. وأكد ل "الحياة" ان واشنطن "مهتمة جداً بمنح اللجوء لأكبر عدد من العراقيين". وكانت أميركا منحت اللجوء العام الماضي لأكثر من 150 شخصاً بنسبة قبول 65 في المئة من الملفات المعروضة عليها في سورية. ويقدر خبراء عدد اللاجئين العرب في سورية بنحو 25 ألفاً بينهم 6707 أشخاص مسجلون في قوائم المفوضية. ويضم هؤلاء 1335 لاجئاً عراقياً في معسكر الهول شرق سورية الذي أقامته المفوضية بالتعاون مع الحكومة السورية بعد حرب الخليج، اضافة الى 1214 عراقياً مقيمين في دمشق. وأوضح الدايري ان المفوضية تدفع 40 - 70 دولاراً لكل من العائلات المسجلة رسمياً، وتقدم مخصصات عينية لهم بعدما أوقفتها العام الماضي لمدة أربعة أشهر بسبب سياسة المفوضية في جنيف القاضية بأن "تركز على معاودة توطين اللاجئين بدل منحهم مساعدات في سورية، خصوصاً ان الحكومة السورية تشارك في تحمل اعباء وجودهم وتبذل جهوداً كبيرة لايوائهم ورعايتهم". وقال خبراء دوليون ان حوالى 300 عراقي يصلون الى سورية عبر الحدود السورية - العراقية وأن دمشق أبدت موافقة أولية على تجهيز ثلاثة معسكرات لاستقبال مفوضية اللاجئين حوالى 25 ألف لاجئ، اضافة الى قيامها بتجهيز معسكر مع "الهلال الأحمر السوري" لاستقبال 15 ألفاً خلال الأزمة الأخيرة بين بغداد والأمم المتحدة. وأشار الخبراء الى وجود "تشبع لدى معظم الدول التي كانت تقبل بلاجئين، مثل الدول الاسكندينافية، وبالتالي هناك ثلاث دول تدرس حالات لجوء هي الولاياتالمتحدة واستراليا وكندا". وأوضح الدايري انه للمرة الأولى منذ فتح مكتب في دمشق عام 1991 وافقت اميركا على درس ملفات 830 شخصاً لإعادة توطينهم في أراضيها، وتوقع مراقبون ان يكون ذلك بمثابة "اشارة سياسية لسورية من واشنطن"، وان توافق الولاياتالمتحدة على استقبال أكثر من 500 شخص