شدد الرئيس بشار الأسد على ضرورة العمل على «ارساء الاستقرار والأمن» في الشرق الأوسط بما «يضمن المناخ الملائم لعودة اللاجئين الى بلدانهم»، وذلك خلال لقائه المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيرس الذي يزور سورية ضمن احياء «يوم اللاجئين العالمي»، والذي شملت زيارته جولات ميدانية على اماكن وجود العراقيين واللاجئين الفلسطينين الذين جاؤوا من العراق ولقاء مسؤولين محليين. وأفاد بيان رئاسي ان الأسد بحث مع غوتيرس «اوضاع اللاجئين في المنطقة عموماً وفي سورية خصوصاً والجهود التي تقوم بها سورية لتأمين متطلباتهم المختلفة، اذ اكد الأسد اهمية العمل على ارساء الاستقرار والأمن في المنطقة، الأمر الذي يضمن المناخ الملائم لعودة هؤلاء اللاجئين الى بلدانهم». وبعدما نوه غوتيرس ب «الجهود الكبيرة» التي تبذلها سورية لاستضافة العراقيين والفلسطينيين، اكد اهمية «التعاون والتنسيق الوثيق القائم بين سورية والمفوضية لمساعدة اللاجئين ريثما يعودون الى بلادهم»، معتبراً ان «تجربة المفوضية مع سورية ناجحة ومرضية جداً». وكان غويترس قال في حديث الى «الحياة» قبل لقائه الأسد ان زيارته سورية ترمي الى «الإعراب عن التقدير لاستضافة سورية، حكومة وشعباً، اللاجئين بدءاً من استضافة نحو نصف مليون فلسطيني منذ عام 1948، ووصولاً الى استضافة اكثر من مليون عراقي» بعد غزو بغداد عام 2003. ونوه ب «الاستمرار في استضافة العراقيين وعدم الضغط عليهم للعودة الى بلدهم والسماح لشراكة ايجابية مع القطاع الخاص لدعم اللاجئين». ويبلغ عدد العراقيين المسجلين لدى المفوضية 165 الفاً يحصلون على مساعدات. وقال غوتيرس ان هذا الرقم «لا يعكس العدد الكلي للعراقيين» في سورية الذين تجاوز عددهم مليون شخص ويشكلون «عبئاً كبيراً على المجتمع والاقتصاد» في سورية. وقال رداً على سؤال: «لم نكن ناجحين الى الآن في جذب دعم مباشر ذي معنى من الحكومة العراقية للعراقيين خارج العراق. ونأمل بأن توفر اي حكومة عراقية جديدة ليس فقط دعماً للعراقيين في الخارج، خصوصاً اولئك الذين يعانون من وضع هش، بل ايضاً الى اولئك الذين يريدون العودة عبر خلق ظروف العودة وتأسيس ظروف لإعادة الاندماج في المجتمع والاقتصاد العراقي وما يتعلق بالتعويضات وحقوق الملكية والخدمات والصحة». وزاد: «هناك الكثير الذي يجب القيام به لتحقيق عودة مستدامة وآمنة، ونأمل بأن تنخرط الحكومة في دعم مشاريع تتعلق بالعراقيين في الخارج والنازحين داخله. ومقلق ان هناك 500 الف عراقي يعانون من اوضاع بائسة فقيرة في العراق»، مؤكداً ان الحكومة العراقية «لم تظهر التزاماً كافياً لدعم اللاجئين في الخارج. ولم تكن هناك كفاية كاملة لخلق ظروف لعودة العراقيين، ونأمل بالوصول الى انخراط اقوى في المستقبل في هذا المجال». وأوضح ان عدد العراقيين الذين قدمت المفوضية طلبات اعادة توطين لهم في العالم بلغ بداية الأسبوع الماضي مئة الف شخص، وأن 52 الفاً منهم رحلوا، بينهم 76 في المئة الى اميركا. وقال غوتيراس : «لا يمكن القول انه لم تكن هناك زيادة ذات معنى ازاء الدعم الأميركي، لكن نناشد (واشنطن والمجتمع الدولي) زيادة فرص اعادة التوطين للحالات الهشة وتسريع عملية الترحيل التي تأخذ وقتاً طويلاً». وانتقد المفوض العام للاجئين ترحيل لندن ودول اوروبية اخرى عشرات العراقيين الذين طلبوا اللجوء لديها، قائلاً: «في حال رفض لجوء العراقيين، يجب عدم اعادة الناس الى بغداد تحديداً بسبب وجود أخطار أمنية عليهم». كما تحدث مطولاً عن معاناة فلسطينيي العراق الذي عانوا من اللجوء كما عانى آباؤهم عام 1948، مشدداً على ضرورة «توفير ظروف مناسبة لهم وحمايتهم وتخفيف معاناتهم».