أثينا، نيقوسيا - أ ف ب، رويتر - أكد مصدر يوناني رسمي امس السبت ان ممثل اثينا الدائم لدى حلف شمال الاطلسي اعرب في اجتماع مع الامين العام للحلف خافيير سولانا، عن "قلق" بلاده "حيال التوتر" مع تركيا في بحر ايجه، بينما اتهم رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز اثينا بأنها تسعى الى اختبار عزم أنقرة في شأن قبرص وحذرها من اي تحركات عسكرية تشكل تهديداً لأمن بلاده. وأدلى يلماز بتصريحاته في رومانيا التي أنهى زيارة رسمية لها في الاسبوع الذي شهد تصعيداً خطيراً للتوتر بين انقرةواثينا، وارسال كل منهما طائرات حربية الى قبرص التي يتقاسمها السكان الاتراك واليونانيون. واعتبر يلماز ان زيارة الطائرات التركية وخطط الحكومة القبرصية اليونانية لنشر صواريخ روسية مضادة للطائرات من طراز "اس - 300" تمثل مشكلة تجاوزت ابعاد قبرص. وقال: "انها في حقيقة الامر تهديد لتركيا التي تريد حلاً عادلاً في قبرص وما زالت مستعدة للتعاون. ولكن الشرط الاول لمثل هذا الحل هو رفض اي محاولة لتحويل قبرص جزيرة يونانية. توصيتنا لليونان هي الكف عن اختبار عزمنا". في بروكسيل تسلم سولانا من مندوب اليونان رسالة اكدت ان الموقف التركي لا يتطابق مع الاتفاق المبدئي بين البلدين والذي ينص على احترام اجراءات الثقة تحاشياً لأي حادث في بحر ايجه خلال هذا الصيف. وكان سولانا اعلن الاتفاق في الرابع من حزيران يونيو العام الماضي. يذكر ان مسؤولاً في "الاطلسي" اعرب اول من امس عن قلق الحلف ازاء تصعيد التوتر ولكنه اشار الى ان قبرص ليست من مسؤوليات الحلف. الى ذلك عادت الحكومة القبرصية الى طرح مشروعها القديم في شأن نزع سلاح الجزيرة في محاولة لتهدئة الوضع المتوتر مستبعدة أي زيارة للطائرات العسكرية اليونانية قبل الخريف المقبل. وجددت حكومة نيقوسيا امس الدعوة التي اطلقتها من دون أي نتيجة قبل ثلاث سنوات لنزع السلاح في رسالة وجهها الرئيس غلافكوس كليريدس الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. وكشف مضمون الرسالة امس الناطق باسم الحكومة القبرصية كريستوس ستيليانيدس. ودعا كليريدس في رسالته انان الى القيام ب "مبادرة شخصية" في سياق قرار مجلس الامن الرقم 1146 سنة 1997 الذى دعا آنذاك الاطراف المعنية الى خفض استيراد الاسلحة في اشارة الى القبارصة اليونان والى خفض في عدد القوات التركية وذلك مساهمة في التقليل من احتمالات التوتر العسكري في الجزيرة. وذكر على سبيل المثال تدابير اقترحها هذا القرار لخفض احتمالات الاشتباك على الخط الفاصل بين شطري الجزيرة بتقليل الوجود البشري والاسلحة ونزع الالغام واعتبرها خطوة على طريق نزع كامل للسلاح من الجزيرة ضمن الاتفاق المنشود على حل شامل للقضية القبرصية. كذلك كرر كليريدس استعداد حكومته لاعادة النظر في استيراد اسلحة جديدة في حال حصول تقدم ملموس نحو حل القضية القبرصية او اتفاق على نزع السلاح الذي تقترحه نيقوسيا منذ سنوات. من جهة اخرى قال كاسوليدس: "لن ننساق للعبة التركية التي تسعى الى التصعيد ولن نستمر في لعبة اطفال: اربع طائرات من هنا وست من هناك"، واكد ان نيقوسيا "لا تعتزم اثارة اى توتر او استفزاز اياً كان". واوضح ان وصول الطائرات اليونانية كان مبرمجاً قبل فترة طويلة لكنه لاحظ ان اي طائرات يونانية اخرى لن تحط فى الجزيرة قبل "المناورات المشتركة" المقررة في نهاية تشرين الاول اكتوبر المقبل