زوريخ سويسرا - أ ب - عرضت المصارف التجارية الثلاثة الاكبر في سويسرا امس الجمعة 600 مليون دولار تعويضات من اجل التوصل الى "تسوية عالمية" لمطالب اليهود ضحايا المحرقة النازية. لكن الناطق باسم المنظمة اليهودية العالمية للتعويضات في اسرائيل، رفض على الفور هذا العرض المخصص لتسوية مطالب اليهود بشأن "اموال سرقت من حسابات نائمة" منذ الحرب العالمية الثانية يقولون انها عائدة الى ضحايا المحرقة. وقال الناطق يورام دوري لوكالة "اسوشيتد برس" ان "المصارف السويسرية تعرف ان المبالغ التي تتحدث عنها مهينة، ولو لم نكن نتعامل مع قضية مأسوية مثل هذه، لقلنا ان العرض مثير للضحك". واصدرت المصارف الثلاثة وهي "يونيون بنك اوف سويتزرلاند" و"سويس بنك كورب" و"كريديه سويس" بياناً جاء فيه انها خرجت عن صمتها بعد شهرين من المحادثات لأن الجانب الآخر انتهك بشكل متكرر اتفاقاً على السرية ابرمه الجانبان. واضاف البيان ان "المؤتمر اليهودي العالمي ومحامي المدعين يعرّضون المفاوضات التي تجرى تحت رعاية نائب وزير الخارجية الاميركي ستيوارت ايزنستات للانهيار". وكانت تقارير وردت من نيويورك اخيراً، نقلت عن مصادر قريبة من المحادثات ان المصارف الثلاثة عرضت تعويضات حجمها بليون دولار او اكثر. ومعلوم ان المصارف كانت تتفاوض منذ نيسان ابريل الماضي مع المنظمات اليهودية ومحامي المدعين للتوصل الى تسوية في الدعوى التي اقامها هؤلاء مطالبين ببلايين عدة من الدولارات. وفرضت المحكمة اتفاقاً على السرية وقعته الاطراف المعنية لكن "تم انتهاكه مراراً" حسب المصارف نفسها التي ابدت "اهتماماً بالتوصل الى تسوية عادلة". وقالت المصارف ان التعويضات التي اقترحتها تتضمن 70 مليون دولار دفعت فعلاً الى صندوق لمساعدة الناجين من المحرقة النازية. وكان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ادغار بروفمان قال العام الماضي ان على المصارف ان تدفع بلايين الدولارات تعويضاً عن حسابات عائدة الى يهود قتلهم النازيون. وادعى اليهود ان المصارف تجاهلت هذه الحسابات وسرقت اموالها بعدما اخفق اصحابها في المطالبة بها